قال تقرير صادر في القاهرة الأربعاء إن توقيف قيادات تابعة للجماعة الإسلامية في مصر، عجل من الانشقاقات داخلها، ما يؤثر سلباً على تماسك التحالف الداعم لمرسي.

وقال التقرير الصادر عن المركز الإقليمي للدراسات بالقاهرة إن الانقسامات سیطرت على مؤیدي ذلك التحالف من الجماعة الإسلامیة بسبب تزامن القبض على قيادات للجماعة مع ظهور مبادرة عبود الزمر، أبرز قیادات الجماعة، التي طالب فیھا تحالف دعم مرسي بقبول الأمر الواقع، والمشاركة في الانتخابات البرلمانیة المقبلة، والتوقف عن المطالبة بعودة الرئیس المعزول، والقبول بالدیة لمن قتل دون أن یعرف قاتله.

وألقى الأمن المصري القبض على القيادي البارز في الجماعة صفوت عبد الغني الذي تبرأٔ مما تضمنته مبادرة عبود الزمر، الذي اعتبر أن "الزمر لا یمثل إلا نفسه".

وتوقع التقرير أن تزداد حدة الانقسام داخل صفوف الجماعة الإسلامیة، والتي تأخذ اتجاھین متعارضین؛ الأول: یأخذ طریق المصالحة مع النظام الجدید، ویطالب تحالف دعم مرسي بالرجوع عن العنف، وقبول الأمر الواقع، ویمثله عبود الزمر وأتباعه، ویضم من رموز الجماعة: كرم زھدي عضو مجلس شورى الجماعة، والدكتور ناجح إبراھیم، وفؤاد الدوالیبي عضو مجلس شورى سابق بالجماعة ومنسق جبھة إصلاح الجماعة، وولید حسن البرش مؤسس تمرد الجماعة الإسلامیة، وعدداً من قیادات الجماعة بالمحافظات.

ویسعى ھذا الفریق إلى إصلاح الجماعة وتطھیرھا من قیادات العنف المتواجدین فیھا، وإعادة ھیكلتھا من القیادات المتورطة في الدماء، والانسحاب من تحالف دعم مرسي، وضرورة المشاركة في الانتخابات البرلمانیة المقبلة.

أما الاتجاه الثاني داخل الجماعة فيصر على طریق العنف ضد النظام الحالي، ولا یعترف بخارطة الطریق، ویعلن صراحةً عن أنه جزء رئیسي من تحالف دعم الشرعیة، ومؤید لما تفعله جماعة الإخوان، ویضم ھذا الاتجاه من رموز الجماعة: عصام دربالة رئیس مجلس شورى الجماعة الإسلامیة، وطارق الزمر، وصفوت عبد الغني، وعلاء أبو النصر، المقبوض علیھم من قبل قوات الأمن مؤخراً، ومحمد حسان حماد المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامیة، وأحمد الإسكندراني المتحدث باسم حزب البناء والتنمیة، وبعض قیادات الجماعة بالمحافظات، ویسعى ھذا الفریق خصوصاً بعد القبض على اثنین من رموزه مؤخراً إلى الاستمرار في منھج العنف، ومساندة تحالف دعم الشرعیة، والتمسك بعودة الرئیس السابق محمد مرسي.

وبالقبض على صفوت عبد الغني وعلاء أبو النصر، وبعض أعضاء حزب البناء والتنمیة، ومن قبلھم نصر عبد السلام القائم بأعمال رئیس حزب البناء والتنمیة، بالإضافة إلى مجدي قرر ومجدي حسین القیاديين بتحالف دعم الشرعیة، فمن المرجح - أن تأخذ أحزاب تحالف دعم مرسي وبعض رموز التحالف أحد ھذین المسارین وھما: الانسحاب المعلن من التحالف، على غرار ما فعل حزب الوطن السلفي الذي قرر خوض الانتخابات البرلمانیة، وحزب الأصالة السلفي الذي قد یكون أكثر اقتراباً في تحركه من حزب الوطن، وھذا یعني أن التحالف قد یقتصر خلال فترة لیست بعیدة على جماعة الإخوان، وحزب الحریة والعدالة.

ویتضمن ھذا المسار انقسامات داخلیة في كل أحزاب التحالف تتم على شاكلة انقسامات البناء والتنمیة، وھذا یُشیر أيضاً إلى توقف تدریجي لعملیات العنف والتظاھرات التي یرتكبھا وینظمھا أنصار ھذا التحالف.

والمسار الثاني یقوم على عدم تراجع جبھة عصام دربالة وصفوت عبد الغني في الجماعة الإسلامیة عن دعمھم لتحالف دعم مرسي، على أساس أن الانقسامات داخل الجماعة وذراعھا السیاسي حزب البناء والتنمیة، بالإضافة إلى أن عملیات القبض على بعض رموزھا مؤخراً ستزیدھم إصراراً ولن تؤثر على مسألة بقاء الجماعة ضمن "تحالف دعم الشرعیة" وبالتالي سیستمر تحالف دعم مرسي في "الصمود غیر الفعال"، الذي یقتصر على تصریحات إعلامیة فقط ویتبنى خطاباً قائما على التھدید باللجوء للعنف والفوضى في حال عدم الإفراج عن قیادات التحالف المقبوض علیھم، وھو ما أكده طارق الزمر في أول تصریحات صحفیة بعد القبض على صفوت عبد الغني وعلاء أبو النصر أمین عام حزب البناء والتنمیة.

وتشیر كل العوامل السابقة إلى اتساع فجوة الانقسام داخل الًجماعة الإسلامیة بعد القبض على أھم رموزھا الداعمین لتحالف دعم الشرعیة، وھروب باقي القیادات التي تدعم التحالف إعلامیاً في الوقت الراھن مثل عاصم عبد الماجد وطارق الزمر، بالإضافة إلى القبض على قیادات فاعلة في التحالف من خارج الجماعة الإسلامیة.

وانقسام الجماعة الإسلامية مؤشر دال بحسب التقرير على أن "تحالف دعم مرسي" یتعرض للانحسار والتقلص التدریجي في قیاداته الحزبیة أو من الأفراد الداعمین له من خارج تلك الأحزاب.

ومن المتوقع أن یؤدي استمرار عملیات القبض على بعض قیادات الجماعة الإسلامیة المتشددین، واشتداد الصراع بین جبھتي عبود الزمر وعصام دربالة إلى القضاء على تماسك الجماعة الذي استمر ما یقرب من ربع قرن، بل قدً تتسبب في نھایتھا، مما سیؤثر بطریق مباشر على ما یُعرف بـ"تحالف دعم الشرعیة" الذي یَعتبر قیادات الجماعة المقبوض علیھم مؤخرا مكوناً رئیسياً فیه.