يتسم الجنوب الليبي بسحر أخاذ يستنطق الصمت ويختطف المرء إلى عوالمه الخفية الساحرة بتنوعها الجغرافي والتاريخي وملامحها المتفردة.
تميز الجنوب وتفرده دفع البعض لاعتباره كوكبا آخر التجول فيه يتسم بمتعة خاصة فإذا زرت قلعة سبها مثلا يختطفك بهائها وهيبتها حيث كانت حصنا منيعا قاهرا للأعداء، إنها معلم أثري مبني على أنقاض بناء قديم عمره أكثر من 2500 سنة بناء شيده الجرمنت الذين كانوا موجودين في ليبيا في تلك الفترة وبعدها وفي القرن السادس عشر بنى الليبيين هذه القلعة في فترة حكم الدولة العثمانية.
الحديث عن الجنوب الليبي لابد أن يقترن بالتغزل في صحرائها وكثبانها الرملية التي تشبه حد السيوف مطعمة بـ44 واحة تسمى قبر عون وأخواتها بعضها جف وبعضها الآخر لازال يتدفق بالمياه المنعشة.
أهل الجنوب يبدعون في صناعة مشغولات مستوحاة من وحي طبيعتهم كما أن أغانيهم التراثية هي نبض لحياتهم وتوثيق ليوميات ليبيا الوطن وعند الحديث عن أهل الجنوب تبرز مكوناته المختلفة من تبو وطوارق وعرب لهم امتدادات في مختلف الدول.