حذّر الجيش الجزائري من تسلل إرهابيين إلى الجزائر في غمرة نزوح مئات الفارين من ليبيا بعد التدهور الأمني الكبير الذي بات يعيشه هذا البلد.

وقال الجيش الجزائري، في افتتاحية العدد الجديد لـ"مجلة الجيش" لشهر أغسطس/آب الجاري، أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، اليوم الجمعة، إن الجزائر "أمام تحديات ورهانات عسكرية وأمنية كبيرة على حدودنا الشرقية التي تعرف تدهورا أمنيا، دفع إلى نزوح السكان نحو حدودنا".

وأضاف أن "هذه التحدّيات تتطلب التجنّد والاستعداد لصد أي تسلل محتمل عبر الحدود ومواجهة مختلف التهديدات لاسيما الإرهابية منها والمخاطر التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات".

وأضافت المجلة (وهي لسان حال الجيش الوطني الشعبي) "هناك تطورات خطيرة تتمثل في تصاعد أعمال العنف وتردي الحالة الأمنية بشكل خطير على حدودنا الشرقية التي تعرف تدهورًا أمنيًا دفع إلى نزوح للسكان نحو حدودنا، هذا النزوح قد يساعد على تسلل عناصر من جماعات إرهابية إلى الوطن مما يشكل خطرًا على الأمن والاستقرار بالمنطقة".

وأشارت مجلة الجيش إلى ما تشهده ليبيا من توترات منذ قرابة شهرين، وما ترتب عنه من نزوح لمئات الفارين، وهو ما جعل السلطات الجزائرية تشدد الرقابة على الحدود، كما وفّرت أماكن سكن للفارين خاصة غير الليبيين، الذي لجأوا إلى الجزائر في انتظار انتقالهم إلى بلدانهم.

وأوضح الجيش أنه سيبقى "مستعدًا ويقظًا بغرض التصدي لهذه التهديدات، من خلال انتشاره عبر حدود الجزائر مع مختلف الدول المجاورة، وهو بذلك يمارس مهامه الدستورية".

وعبّرت مجلة الجيش عن تضامن الجيش مع الشعب الفلسطيني قائلة "ما يعيشه الشعب الفلسطيني من إبادة بقتل الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة دون احترام لقوانين الحرب والأعراف الدولية واستهداف وتدمير مواقع محمية بقوة القانون مثل المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة، يرقى إلى أن يكون جرائم ضد الإنسانية وإبادة عرقية".

وذكّرت بموقف الجزائر، الذي عبّر عنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرة إلى أنه "موقف ثابت وداعم للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة وكفاحه من أجل حريته وكرامته واسترجاع سيادته على أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف".

وتعيش ليبيا أزمة سياسية وأمنية وعسكرية منذ اندلاع شرارة الاقتتال المسلح بين عدد من الفصائل المسلحة المتنازعة على فرض السيطرة بقوة السلاح على مناطق استراتيجية، ولا سيما في مدينتي بنغازي (شرق) والعاصمة طرابلس.