أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، استعادة مدينة (عبري) بولاية جنوب كردفان، جنوبي البلاد، من "متمردي" الحركة الشعبية قطاع الشمال المناهضة للحكومة، بحسب المتحدث باسم الجيش السوداني. وأضاف العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان صادر اليوم وحصلت الأناضول على نسخة منه، أن "مدينة (عبري) تمثل قيادة وقاعدة لمتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال في سلسلة جبال (كواليب) وسط الولاية".

ومضى قائلاً إن "المدينة تكتسب أهميتها من حيث إنها تمثل معبراً يربط بين جبال (الكواليب) ومدينة (كاودا) معقل المتمردين". وأوضح أن "الجيش كبد المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح (لم يحدد عددهم) والمعدات". وتابع أن "القوات المسلحة ستواصل تقدمها في كل الاتجاهات حتى يتم حسم التمرد".

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من "الحركة الشعبية قطاع الشمال" على ما أفاد به المتحدث باسم الجيش السوداني. وتأتي المواجهات العسكرية بعد 7 أيام من دخول الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية جولة مفاوضات جديدة هي الخامسة لهما منذ اندلاع النزاع بينهما في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان في يونيو/ حزيران 2011.

وتتشكل الحركة الشعبية من مقاتلين انحازوا للجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005 ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011، وتتهم الخرطوم جوبا بدعمهم وهو ما تنفيه الأخيرة التي تقول إنها قطعت علاقتها التنظيمية بهم عشية الانفصال.

ولم تحرز كل الجولات السابقة تقدما بسبب تباين رؤى الطرفين حيث اشترطت الخرطوم التفاوض مع قطاع الشمال على قضايا ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق فقط، بينما طالبت الحركة بأن يكون التفاوض شاملا لكل أزمات البلاد وعلى رأسها أزمة الحكم والتأسيس لتحول ديمقراطي في البلاد واقتسام عادل للسلطة والثروة بين أقاليم البلاد.

ومن القضايا الخلافية أيضا تباين رؤية الطرفين حول أولوية الأجندة، حيث تطالب الخرطوم بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار أولا بينما تطالب الحركة الشعبية بمنح الأولوية لملف المساعدات الإنسانية وكيفية إيصالها عاجلا للمتضررين وهو ما تتخوف منه الحكومة وتقول إنه دون وقف إطلاق النار فإن المساعدات الإنسانية ستمرر إلى مقاتلي الحركة بدلا عن المدنيين.