في ظل ما تشهده ليبيا من تنامي وتوغل الإرهاب في البلاد، ومع عجز الجيش الليبي في مواجهته، طالب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، السبت 2 يناير 2016، المجتمع الدولي بتسليح الجيش الليبي، لـ"حماية الشعب ومحاربة الإرهاب".وشدد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني،على أن منع تسليح "الجيش" يزيد من معاناة الشعب في ظل تمدد المجموعات الإرهابية بدعم من دول خارجية. وطالب المجتمع الدولي بتسليح "الجيش"، مشددا على أهمية أن يكون تدخل المجتمع الدولي إيجابيا وبما يخدم مصالح الشعب الليبي والمنطقة.

يأتي ذلك عقب رفض مجلس الأمن، في أكتوبر الماضي مد الجيش الليبي بالأسلحة اللازمة لمواجهة المسلحين؛ ما تسبب في غضب القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر متهمًا مجلس الأمن برفض تسليح الجيش بهدف التدخل في شئون ليبيا. وقدّم حفتر الشكر إلى كل من مصر والأردن والسعودية والإمارات على مساعدتهم ليبيا، والقبائل الليبية الشريفة التي قدمت الدعم المادي والمعنوي للجيش ولعملية الكرامة.

وفي ظل التوترات التي تشهدها ليبيا حول الموافقة على حكومة الوفاق الوطني التي شُكلت في 17 ديسمبر الماضي، بقيادة فايز السراج، تستمر مخاوف النخبة السياسية الرافضة للاتفاق السياسي، وبالأخص من الإطاحة بقيادة الجيش الليبي ،وفي هذا الصدد كشف علي التكبالي نائب البرلمان الليبي، أن القائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول ركن خليفة حفتر، سيتولى منصب وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني. وكان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، رفض التوقيع على تشكيل حكومة الوفاق الجديدة، فيما أعطي رئيس حكومة الوفاق، فايز سراج، لصالح، ضمانات ببقاء المؤسسة العسكرية بقيادة حفتر.

وشكل بقاء المؤسسة العسكرية التي يترأسها حفتر مسألة جدلية ضمن جلسات الاتفاق السياسي على مدار عام كامل بين فرقاء الأزمة في ليبيا؛ حيث لا يزال يصر المؤتمر منتهي الولاية الواجهة السياسية لجماعة "فجر ليبيا "على رفض وجود الفريق حفتر على رأس المؤسسة العسكرية، وأعلن رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته نوري بوسهمين عن رفضهم للحكومة الجديدة وأنهم غير ملتزمين باتفاق الصخيرات.وكان أكد رئيس البعثة الأممية مارتن كوبلر أن اتفاق الصخيرات يعد نافذًا منذ توقيعه في الـ17 من ديسمبر الماضي، وهو يحظى بتأييد مجلس الأمن الدولي.وحتى الآن يرفض المؤتمر الوطني والبرلمان الاعتراف بحكومة الوفاق الليبية المقترحة برئاسة السراج، ويعارض كلاهما الاتفاق المتعلق بحكومة التوافق والترتيبات الأمنية في صيغته الحالية.

ومن المحتمل أن يرفض المجتمع الدولي، تسليح الجيش الليبي، في محاولة منه للتدخل العسكري في البلاد وتحقيق أغراضه.وكانت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية قالت" إن اتفاق السلام الليبي الذي توصلت إليه الأمم المتحدة، من شأنه تعقيد الأمور أكثر". مرجحة حدوث تدخل عسكري خارجي قريب في ليبيا، أرجعته الصحيفة إلى الهلع وليس التخطيط.وبدأت بوادر تدخل عسكري غربي يلوح في أروقة الشارع الليبي مؤخرًا، خصوصًا بعدما لوحت بعض الدول الغربية عن قرب تدخلها عسكريًّا ضد تنظيم داعش ليبيا، عقب اجتماع الصخيرات الذي انبثق عنه اتفاق بين الفرقاء.وتعتزم إيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على توجيه ضربات جوية لمواقع التنظيم على الأراضي الليبية حال توافر الظروف السياسية في البلاد.

وتعرض صالح لضغوط من عمداء قبائل المرابطين والعبيدات الأكثر في شرق ليبيا خلال اجتماعات معه الأيام الماضية للموافقة على توقيع الاتفاق السياسي، وعدم الذهاب إلى إعلان حكومة وفاق موازية بالاشتراك مع المؤتمر الوطني منتهي الولاية بطرابلس.وأكد صالح أن شروط المجلس للموافقة على التوقيع تضمنت ضرورة المحافظة على القوات العربية الليبية المسلحة كمؤسسة عسكرية، لا يجوز المساس بها أو بقيادتها، وألا يتم تكوين أي جسم مواز للجيش في المرحلة الانتقالية، واشترط أن يتم اعتماد الحكومة من البرلمان، وأن يمنحها الثقة، وأن يكون مختصًّا بسحب الثقة منها، كذلك رفض عمل الحكومة تحت الوصاية الأجنبية، وأن تدخل الحكومة إلى طرابلس تحت رعاية الجيش وقوات الأمن الليبية بعد تأمينها.

وكان فايز سراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، أعطى ضمانات لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح ببقاء المؤسسة العسكرية بقيادة خليفة حفتر، وفي حال تسليح الجيش الليبي بالفعل سيكون بداية للقضاء على الإرهاب، حيث إنه من المعروف أن التنظيمات الإرهابية في ليبيا انتشرت بصورة لافته، كما أنها استطاعت على مدار المرحلة الماضية وبالأخص في ظل الفوضى التي تعاني منها البلاد خاصة بعد سقوط نظام معمر القذافي، من اتخاذ معظم المدن الليبية بؤرة لتخزين السلاح.

ويبدو أن الاتفاق السياسي في ليبيا يتعثر يومًا بعد الآخر في ظل رفض مجلس النواب وكذلك المؤتمر الوطني المنتهية ولايته،

(...) وقد يؤدي الوضع الحالي إلى استمرار المتأزم في البلاد بين الحكومة المعترف بها دوليا، والحكومة الموازية في طرابلس، حسب المتابعين للشأن الليبي .