في ظل سيطرته على مناطق واسعةٍ في البلاد،يواصل الجيش الوطنى الليبى عملياته العسكرية لتحرير المدن الليبية من المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التى حاولت السيطرة على مفاصل الدولة،مستغلة في ذلك تردي الأوضاع الأمنية وتواصل الصراعات بين الفرقاء وسط غياب تام للدولة واجهزتها،في مساعي حثيثة لاعادة الاستقرار والأمن في البلاد ومواجهة الأطماع الخارجية.

وفي اطار تحركاته على اكثر من جبهة لفرض الأمن وضرب المليشيات والعناصر الارهابيةأينما كانت،أعلن الجيش الوطني الليبي،الإثنين 30 مارس/أذار 2020،نجاح قواته في تحرير شخصين من قبضة مجموعة إرهابية اختطفتهما منذ نحو سنتين في الجنوب الليبي، وفق ما أفاد المكتب الإعلامي التابع للقوات المسلحة الليبية". 

وقال المكتب في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، إن "قوات خاصة تابعة للجيش الليبي قامت بعملية إنقاذ ناجحة لشخصين مختطفين من قبل الجماعات الإرهابية في الجنوب الليبي".واضاف أن "القوات الخاصة تمكنت من تحرير المواطن الليبي أشرف مسلم، ومواطن روماني يدعى فالنتينو لورنتي، العاملين في حقل الشرارة والمختطفين منذ 14 تموز/يوليو 2018".

وسارعت المؤسسة الوطنية للنفط،لتأكيد خبر الإفراج عن موظفين اثنين من العاملين لديها،موضحة في بيان لها أن الموظفين أشرف مسلّم وفالنتين لورنتينو بوسكاسو، كانا مختطفين لمدة عام و7 أشهر.ودعا رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله " أجهزة إنفاذ القانون المعنية إلى إجراء مزيد من التحقيقات في هذا الحادث بشكل عاجل، والكشف عن أسماء المسؤولين عن هذه الجريمة ومحاكمتهم، لضمان عدم حدوث عمليات اختطاف مرة أخرى في المستقبل".

وأضاف "أنا سعيد للغاية برؤية هؤلاء الرجال في أمان وأنّ محنتهم في الأسر قد انتهت أخيراً" مضيفا "أنّ سلامة الموظفين والعمال هي أولوية بالنسبة للمؤسسة يمكن أن يتعرض بعض العاملين في المؤسسة الوطنية للنفط وشركاتها لمخاطر كبيرة، ويجب علينا ضمان أمنهم في جميع الأوقات" مردفا "أتمنّى أن يلتئم شمل مسلّم وبوسكاسو مع أسرتيهما وأحبائهما في أسرع وقت، وذلك بمجرد أن تتوفر الظروف الملائمة لذلك من حيث الأمان".

يذكر أن عملية اختطاف مسلم ولورنتي، تمت بعد أن هاجمت مجموعة إرهابية محطة 186 التابعة لشركة مليتة للنفط بحقل الشرارة، واختطفت 6 أشخاص، أفرجت لاحقا عن 4 منهم. وبحسب تقارير أمنية سابقة، فإن المجموعة اصطحبت المختطفين إلى الجبال المجاورة لطريق أوباري وغات، وهي منطقة خطرة ويكثر بها المسلحون.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الجيش الليبي تقدمه الميداني في العاصمة الليبية طرابلس،حيث نجح في السيطر على مواقع جديدة.وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة،عبر صفحته على فيسبوك فجر اليوم الاثنين 30 مارس/أذار، سيطرة الجيش الليبي على كامل منطقة مشروع الهضبة جنوب طرابلس.

وقال المركز إن قوات الجيش سيطرت بشكل تام على منطقة مشروع الهضبة وأحكمت سيطرتها على كل منافذ الحي، داعيا شباب حي أبوسليم للاستعداد لمهاجمة مقرات مليشيا غنيوة الككلي، واقتحام السجون التي تحتفظ فيها مليشيا الردع بأغلب الشباب المؤيد للجيش الليبي.وأضاف المركز أن مجموعات عناصر الردع التابعة لغنيوة الككلي بدأت في الفرار من ميدان المعركة.

وكثف الجيش الليبي من ضرباته موقعا خسائر كبيرة في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق،وكشف العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، عن مقتل 40 من عناصر قوات حكومة الوفاق في غارات لسلاح الجو بمحيط مدينة مصراتة غربي البلاد.وكان الجيش الليبي قد أعلن، في بيان أمس الأحد، عن غارات شنها سلاح الجو، وأسفرت عن تدمير غرف عمليات ومحطات لإقلاع الطيران المسير بالمنطقة الوسطى قرب مصراتة".

وقال المحجوب، في تصريحات لوكالة "العين الإخبارية": "قوات الجيش كبّدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية، حيث بلغ عدد القتلى في منطقة أبوقرين قرابة 40 إرهابيًا، فيما جُرح 126 من عناصر الميليشيات".وأوضح أن القيادة العامة للجيش الليبي أوقفت العمليات القتالية لمجابهة خطر وباء كورونا، وسخرت كل إمكانياتها لبناء مستشفيات ميدانية في أغلب المناطق، إلا أن المليشيات استغلت الهدنة الإنسانية كعادتها لمحاولة التقدم والسيطرة على مواقع متقدمة تجاه سرت بمساندة غطاء جوي تركي.

يذكر أن معارك شرسة تدور منذ يوم الخميس الماضي في محاور غرب ليبيا وصلت إلى مواقع على الحدود الليبية التونسية سيطر فيها الجيش على البلدات الواقعة على طول الطريق الرابط بين زوارة والحدود التونسية لمسافة تقترب من 10 كم، كما وصلت قوات الجيش من تخوم مدينة سرت إلى مابعد منطقة بوقرين وأصبحت على مشارف مدينة مصراته.

وأعلن الجيش الوطني الليبي، يوم الجمعة 27 مارس/آذار، بسط سيطرته على مدن الجميل ورقدالين وزلطن والعسة غربي البلاد، مؤكداً أن هذه المناطق تنعم الآن بالحرية والأمن والأمان بعد طرد قوات حكومة الوفاق منها".وقال الناطق الرسمي باسم القائد العام للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري في بيان صحفي:"نبشركم بأن قوات الجيش الوطني الليبي الباسلة تمكنت بحمد الله من تطهير مناطق العسة والجميل ورقدالين و زلطن، من سيطرة ميليشيات الوفاق ومرتزقتها السوريين الذين فروا هاربين أمام تقدم قواتنا الباسلة".

وبالتزامن مع ذلك،تواصلت الخسائر في صفوف مرتزقة أردوغان الذين يقاتلون الى جانب حكومة الوفاق،حيث قال المرصد السوري، مساء الأحد، إن 5 جثث للمقاتلين المرتزقة من الفصائل الموالية لتركيا وصلت إلى قرية قرمتلق التابعة لمنطقة "شيه" في ريف عفرين بمحافظة حلب السوريّة، بعد أن لقوا حتفهم خلال المعارك الدائرة في ليبيا ليجري دفنهم في مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

وحسب إحصائيات المرصد السوري فإن سقوط خمسة قتلى جدد يرفع حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا إلى 156 مقاتلا.وأفاد المرصد بأن القتلى، هم من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه".ووفق المصدر ذاته، فإن القتلى سقطوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.

وكان المرصد السوري قال قبل أيام إن أنقرة عمدت إلى تخفيض رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا، وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل.ووثق المرصد السوري خلال الفترة السابقة، ارتفاع أعداد المجندين السوريين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس إلى نحو 4750 مرتزقا، في حين بلغ عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب، استعدادا لنقلهم إلى ليبيا، نحو 1900 مجند.

وخرج الدعم التركي لمليشيات إرهابية تسيطر على العاصمة طرابلس من السر إلى العلن، منذ أواخر العام الماضي، حينما وقّع الرئيس رجب طيب أردوغان مذكرتي تفاهم مع فايز السراج رئيس الحكومة التي لم تحظَ بموافقة البرلمان.ويتهم الجيش الليبي، دولة تركيا، بقيادة المعارك في المنطقة الغربية لصالح الميليشيات المسلّحة المدعومة من حكومة الوفاق، عن طريق دعمها بالأسلحة والمعدات العسكرية وكذلك الطائرات المسيّرة.

وتزيد التوترات العسكرية من مخاوف انتشار فيروس "كورونا" المستجد الذي بات يثير الهلع والرعب في العام في ظل انتشاره السريع.وصنفت منظمة الصحة العالمية ليبيا ضمن البلدان ذات المخاطر العالية في المنطقة مشددة عبر مكتبها الإعلامي على أهمية مراعاة التدابير الوقائية في ليبيا للحماية من فيروس كورونا المستجد.

يشار إلى أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض قد أعلن تسجيل 8 حالات بفيروس كورونا في ليبيا خلال 4 أيام فقط من ظهور أول حالة حيث سجل المركز حالتين مؤكدتين بمدينة طرابلس و 6 حالات بمدينة مصراتة،وذلك بعد أن ظلت ليبيا خالية من الاصابات منذ اندلاع جائحة كورونا التي باتت تمثل خطرا يتهدد البششرية جمعاء.

وتصاعدت خلال الايام الماضية التحركات في محاولة للتوقي من فيروس "كورونا" في ليبيا،وشملت الاجراءات اعلان حظر التجول واغلاق الحدود البرية والموانئ تشديد الرقابة،لكن الأوضاع الأمنية وخاصة انتشار مرتزقة أردوغان،تثير المخاوف من تفشي الفيروس في البلاد وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة بسبب النظام الصحّي المتداعي في البلاد بعد سنوات من الفوضى شهدت تدمير أغلب البنية الصحية في ليبيا.