طالب الدبلوماسي والكاتب عمر الحامدي، جماهير الشعب وكل القوى الثقافيه والسياسيه والنقابيه والعلميه في تونس بأن تنشغل بالحوار بهدوء ومسوؤليه وتبتعد عن كل مايثير ويعقد  الأجواء والأوضاع  ويثير المشاحنات، من أجل انجاح الحوار.

وأضاف الحامدي، أن تونس التي انطلق منها ما سمي بالربيع العربي، هي من أكدت فشله، فلا الديمراطية تحققت ولا تم حل مشاكل البطالة والأسعار  والهجرة وزادت مخاطر جائحة كورونا  بل زاد الفساد  والإرهاب وانعكس  ذلك على الواقع وزاد  من سيطرة حزب النهضة 

ودخول  مؤسسات الدولة   في خضم الصراعات  الحزببة من أجل  المغانم والمصالح الذاتية.

وجرت منذ عامين انتخابات رئاسية، أفرزت وصول  رئيس من خارج  المنظومة السياسية والحزبية مثقف حقوقي أستاذ بالحامعه اسمه الدكتور قيس سعيَد بنسبة  73 %  من الأصوات  وذلك اختيار الشعب بعد اختباره للمرحلة وعدم ثقته في الأحزاب، وفي مواجهة المشاكل والصراعات  وتفاقم المشاكل السياسية والاقتصادية  والأمنية والصحية  وعدم   رضا الشعب ومطالباته للرئيس بالتدخل لإيجاد حل ينقذ تونس، فبادر يوم  25\7\2021  بالعمل على   تعديل الدستور لعام 2014 تأويلا   للمادة 80 التي تعطي لرئيس الجمهورية التدخل للحكم بمراسيم في أحوال  حددتها لحماية البلاد. 

وأعلن سعيَد على النحو  المعروف إجراء بعض التعديلات في الدستور  علق بموجبها عمل البرلمان وقام بانهاء عمل رئيس الحكومة وكلف لأول مرة سيدة بتشكبل الحكومةونص على التشريع بمراسيم لحين إجراء انتخابات وتعديل الدستور  ديمقراطيافقامت الدنيا ولم تقعد من الأحزاب  التي كانت في السلطة، واتهمت الرئيس بالانقلاب ودعت الجماهير لرفضه وطالب البعض جهات خارحية للضغط على الرئيس وعلى تونس.

ويبين الدبلوماسي الليبي أنه على ضوء ماتقدم وعلى الرغم من كل ماذكرته من أن التغيرات التي حصلت في تونس خلال العشر سنوات الماضية وما شابها من أخطاء وتدخلات مما أثر على المشهد العام ومصالح الشعب التونسي واحتمال أن تتمادى وتكلف البلد غاليا فأن الرأي العام في تونس بكل تياراته وقواه الشعبيه والحزبيه مطالبين بتحكيم العقل وتقديم أولويات الوطن والمصالح العامه وأن الحل ممكن ومطلوب عن طريق الحوار وليس الأحتراب .

ذلك يأخد ويدرك ويتم تحقيقه  بعقلانية وأحترام عميق للأرث الحضاري والهوية والسيادة في تونس من جهة وحاجات التغيير ومصالح الشعب ومتطالبات الديمقراطية والانتقال السلمي تحقيقا لإرادة الشعب لكن لابد أن يؤخد بعين الأعتبار الأتي :

-تونس والوطن العربي أمام ظرف تاريخي والعالم كله يتم نفضه في إطار العولمه ومتطلباتها وما يدور من صراع دولي ضاري يفرض علينا كعرب ومسلمين أن نحرص على مقوماتنا الحضارية من عروبة وإسلام من جهة ومضمون ثقافتنا ومشروعنا الحضاري ومن جهة أخرى أن نستجيب لمضمون التغيير في إطار الديمقراطيه والتقدم .

-على جماهير الشعب وكل القوى الثقافية والسياسية والنقابية والعلمية في تونس أن تنشغل بالحوار بهدوء ومسوؤلية وتبتعد عن كل مايثير ويعقد  الأجواء والأوضاع  ويثير المشاحنات بل لا بد من توفير ظرف يتسم بالهدوء  يتفق   عليه على جيمع الأصعدة من أجل إنجاح الحوار ، هذا الحوار الذي تحتاجه تونس والوطن العربي وتفرضه المرحله في التو والآن .

الحوار لابد ان يكون جادا وموضوعيا وعميقا وشاملا 

الحوار حول من نحن وماهي أهدافنا وثقافتنا وعلاقتنا بالآخر وماهو عصرنا وكيف نواجه تحدياته لنصوغ حياتنا بحربة  ؟

أن الديمقراطيه لم تعد فقط الليبراليه بل للديمقراطيه منهجان :

  " المنهج  الليبرالي الحزبي

"  والمنهج التشاركي الشعبي 

ولم يعد مقبولا في زمن العولمه والمتغييرات العلمية والانسانية أن يفرض على الشعوب ماتم إنتاجه في الغرب من أفكار وصيغ الحكم منذ قرون.

وأخيرا فأنه مهما كانت المرونة والتنازلات من  أجل الحوار فهو موقف مقدر ويفتح الطريق لتجاوز التحديات  ومخاطر الاحتراب.