شجبت دول المغرب العربي الهجوم الارهابي على مقر صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية أول أمس الأربعاء وحذرت من المساس بجالياتها في فرنسا كما نبّهت الى إتساع ظاهرة الإرهاب الذي بات يستهدف جميع الدول والمجتمعات دون إستثناء ، ويرى المراقبون أن الكشف عن تورط فرنسيين من أصل جزائرى في مذبحة الأربعاء يمكن أن يدفع باليمين الفرنسي المتطرف الى التضييق على ملايين العرب والمسلمين الذي يقيمون على الأراضي الفرنسية ، كما أن ضرب فرنسا من الداخل سيجعل باريس تعيد النظر في مواقفها من خطر الجماعات المتطرفة  والتي تهدد الأمن والإستقرار في دول الساحل والصحراء ومنطقة المغرب العربي نظرا لقرب المسافة بين الضفتين الجنوبية والشمالية للبحر الأبيض المتوسط 

تنديد تونسي

ندد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند  «بالاعتداء الإرهابي الآثم بالعاصمة الفرنسية باريس والذي أودى بحياة العديد من الصحفيين والمواطنين الأبرياء » مشيرا الى « أن مجابهة آفة الإرهاب تقتضي التضامن الدولي والتنسيق على المستويين الاقليمي والعالمي مشدّدا في السياق ذاته على أن هذه الظاهرة لا تمتّ بأيّة صلة بتعاليم الدّين الإسلامي الحنيف » 

كما تقدمت  رئاسة الحكومة التونسية الى الحكومة الفرنسية وكافة عائلات الضحايا بأحر التعازي وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى معربة عن «عن ادانتها الشديدة لهذا العمل الارهابي الجبان وعن تضامنها مع الشعب الفرنسي الصديق» ومجددة « دعوتها للمجموعة الدولية  لمزيد التنسيق والتعاون  لمواجهة ظاهرة الارهاب التي تستهدف الامن والاستقرار في العالم» 

وأدانت  حركة نداء تونس  بشذة العملية الإرهابية كما ذكرت بالعملية الشنيعة التي استهدفت أخيرا عون الامن التونسي  محمد علي الشرعبي مما يؤكد ان الإرهاب لا وطن له و لا دين له مؤكدة على ان الإسلام من الإرهاب برّاء و ان اقترفت جرائم باسمه باطلا. 

 كما وصف حزب حركة النهضة الهجوم المسلح على صحفيي صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية  بالجبان و الاجرامي المستهدف لصحفيي و رسامي الصحيفة .

وعبرت حركة النهضة عن تضامنها اللامشروط مع الضحايا و جرحى الهجوم وعائلاتهم وكل الشعب الفرنسي . 

ولا تخفي السلطات التونسية تخوفها من تعرض جاليتها في فرنسا الى ردات فعل من اليمين المتطرف بعد العمل الارهابي الذي ضرب باريس الأربعاء 

إدانة وتحذير من الجزائر

وأبدت الجزائر قلقها إزاء تداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت الصحيفة، على الجالية المسلمة في فرنسا، ونبهت إلى عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام،

وأعرب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية لنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند عن إدانة الجزائر الشديدة للهجوم الإرهابي الذي اقترف  ضد مقر صحيفة “شارلي إيبدو”.وجاء في البرقية “في هذا الظرف الذي تتكبّد فيه فرنسا هذه المحنة المأساوية، أعرب لكم ولذوي الضحايا باسم الجزائر عن تعازينا الخالصة، وإدانتنا الشديدة لهذه الجريمة البشعة التي ليس لها من مبرر”. وأكد بوتفليقة “عزم الجزائر على مكافحة الإرهاب التي تستدعي مزيدا من التعبئة من قبل المجموعة الدولية”، مؤكّدا أن “الشعب الجزائري الذي قاسى سنين طويلة ويلات الإرهاب، ليقدّر مصاب الشعب الفرنسي الصديق ويعرب له من خلالكم عن تضامنه وتعاطفه”.

وحذرت الجزائر من عمليات انتقام قد تطال المسلمين في فرنسا. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أنه “وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تتميز بموجة من المظاهرات المناهضة للإسلام، فإن الجزائر تحذر من الخلط وتشويه صورة الجاليات المسلمة في أوروبا، التي هي أول من يدفع ثمن انحرافات بعض الأشخاص أو الجماعات المهمشة”. ولفت البيان، الذي أدان بشدة العملية الإرهابية، إلى أن “الجماعات المهمشة تشوه بتصرفاتها الإجرامية صورة الإسلام الذي كونه دين سلام وأخوة يقدس حياة وكرامة كل إنسان”.

وأدان البيان بشدة الاعتداء ووصفه بالعمل الإرهابي الجبان، واعتبر أن “العمل الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة فرنسية مدان، أيا كانت دوافع منفذيه، والجزائر تدين بشدة هذا الاعتداء الإرهابي الذي لا يمكن تبريره”.وأضاف بيان الخارجية الجزائرية أن “الرعب الذي ميز هذا الاعتداء الدموي، يفضح ادعاء منفذيه الدفاع عن أي قضية كانت أو تمثيل أي مجموعة كانت”، مؤكدا أن “الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا بسبب الإرهاب والتطرف، تعرب عن تضامنها مع الشعب والحكومة الفرنسيين وكذا عائلات الضحايا”.

شجب مغربي

ومن الرباط أكد  العاهل المغربي محمد السادس في برقية تعزية وتضامن إلى الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند، أنه تلقى "بعميق التأثر النبأ المحزن للهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مقر أسبوعية 'شارلي إيبدو' بباريس » مدينا"بشدة هذا العمل المقيت »،

أفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب "يدين بقوة الهجوم الإرهابي" الذي استهدف،  الأربعاء، مقر الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو"، والذي أودى بحياة أبرياء. 

وأدان رئيس الحكومة  عبد الإله ابن كيران الهجوم الذي استهدف، مقر صحيفة "شارلي إيبدو" بباريس، وعبر في برقية تعزية إلى الوزير الأول الفرنسي السيد مانويل فالس، عن استنكاره "لأي عمل إجرامي أو إرهابي يمس مواطنيكم، لندين هذا العدوان الأليم".، مؤكدا على أن "ديننا الإسلامي الحنيف دين تعارف وتسامح وسلام وليس دين إجرام وانتقام، ونهنئكم على موقفكم الذي يرفض الخلط بين الإرهاب والإسلام".

وأعلن نشطاء مغاربة، على موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك، عن مشاركتهم ضمن وقفة تضامن رمزيّة مع ضحايا الاستهداف الإرهابي الذي طال مقر "شَارلِي إيبدُو"،  وذلك بالتجمع أمام مقر وكالة الأنباء الفرنسية بالرباط على الساعة السادسة من مساء اليوم الجمعة. 

وجاء في الدعوة :"نحن؛ الصحافيات والصحفيون والكاتبات والكتاب والفنانات والفنانون والمواطنات والمواطنون، من جميع المشارب، مغاربة أو ممن يعيشون في المغرب، نعلن عن تنظيم وقفة رمزية للتعبير عن تضامننا مع ضحايا مجزرة مجلة شارلي ايبدو" يورد الكاشفون عن الشكل التضامني المرتقب، كما أضافوا بأن الموعد سيكون صامتا ويكتفي برمزية الشموع والأزياء السوداء. 

موريتانيا وليبيا 

وقال الرئيس  الموريتاني  محمد ولد عبد العزيز في برقية التعزية التالية إلى الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند « لقد علمنا بحزن عميق نبأ الهجوم الإرهابي البربري على مقر صحيفة شارلي أبدو والذي راح ضحيته العديد من القتلى والجرحى وبهذه المناسبة الأليمة أبعث إليكم ومن خلالكم للشعب والحكومة الفرنسيين الصديقين وإلى عائلات الضحايا خالص تعازينا ودعمنا الكامل في هذا الظرف العصيب»

ونددت الحكومة الموريتانية بالهجوم الارهابي الذي خلف عددا من القتلى في العاصمة الفرنسية.

وأكد بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بهذا الخصوص "أن موريتانيا الملتزمة بجدية بالجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وإيمانا منها بقيم الإنسانية، لتدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في باريس، مخلفا عددا من القتلى والجرحى تنتهز  هذه المناسبة الأليمة لتقديم تعازيها للسلطات والشعب الفرنسيين ولعائلات الضحايا »

كما أصدر رئيس البرلمان الليبي المنتخب عقيلة صالح عيسى بيانا  قال فيه "أن الشعب والحكومة والبرلمان الليبي يدين الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الصحيفة ويقدم العزاء فيه لأهالي الضحايا والشعب والحكومة الفرنسية".

وناشد "عقيلة" العالم التكاتف خلف الحكومات الشرعية للتخلص من الإرهاب الأسود الذي يضرب العالم ويستهدف المدنيين من دون تميز.