لماذا يستهدفون الإمارات ؟

من حق السائل أن يسأل : لماذا يستهدفون الإمارات ؟ 

فالإخوان ومن والاهم بالغدر من دعاة الفتنة  ، ومنظمات حقوق الإنسان المشبوهة ، وبعض وسائل الإعلام والمواقع الإليكترونية  ، يعملون معا للإساءة الى دولة الأمارات العربية المتحدة ، متعمدين قلب الحقائق وتشويه الصورة وبث الأكاذيب بما يخدم أجندات لم تعد خافية على كل ذي عين ترى وعقل يفكّر ، 

وفي الوقت الذي تبني فيه دولة الإمارات مجدها وتصنع مشروعها الوطني  الناهض ببعديه العربي والإسلامي وفي عمقه الإنساني ، وفي حين تتحوّل الدولة الفتية الى نموذج متقدم في البناء والتنمية والإنفتاح على العالم والمستقبل ،

وفي حين يشارك المواطن العربي الإماراتي في الحكم عبر خصوصية الديمقراطية المحلية المبنية على سياسة الأبواب المفتوحة وعلى تدرّج البناء الهرمي للتواصل المجتمعي إنطلاقا من الدولة  فالقبيلة فالأسرة  بمعانيها الحضارية والثقافية  المنبثقة عن  إرث عظيم  سبق  ديمقراطيات الغرب في إثبات جدواه وتحقيق مصالح الناس 

وفي حين  يواصل خليفة السير على نهج زايد في بناء التنمية المستدامة ،وفي  ضمان الحقوق الأساسية الضامنة لكرامة المواطَنة كالأمن والسكن والصحة والتعليم والعمل والعدل والمساواة بين الجنسين  وضمان مستقبل الأجيال، 

وفي الوقت الذي تمثّل فيه دولة الإمارات العربية  نموذجا متفردا  على وجه الإرض للتعايش بين المواطنين والمقيمين الوافدين من مائتي جنسية ومن كل عرق ولون ودين ليشكلوا أثرى لوحة فسيفساء بشرية في العالم ،

في أثناء كل ذلك ،  يخرج علينا من يحاول أن يشكك في كل ذلك ، هدفه تأليب الرأي العام العربي والدولي ، بعد  أن تأكد من فشل أية مغامرة للعب في الداخل ،

وتعتمد محاولات إستهداف الإمارات على عقلية إبتزاز الدولة  ومحاولة الإطاحة بمصداقيتها ، وهو ما لم يتحقق ويرى المراقبون أنه لن يتحقق ، لأسباب عدة منها على الأقل :

أولا \ أن من يستهدفون دولة الأمارات العربية المتحدة هم في غالبيتهم الساحقة ممن يفتقدون الى المصداقية ، ومن المعروفين بالتمعّش من الإبتزاز والبحث عمّن يدفع لهم مقابل التراجع عمّن يشيعون من أباطيل ، وممن يرتزقون من جهات أسفرت عن وجهها وإتضح مخططها وسقطت ورقة التوت من خاصرتها

ثانيا\ أن البعض من هؤلاء يرتبطون مباشرة بآمر الخزانة القطرية أو من يمثّله في الدول التي ينتمون إليها أو يقيمون فيها ،  خصوصا بعد أن تجاوز الموقف القطري من الأمارات موضوع الخلاف حول الرؤية الإسترتيجية أو التحالف الإقليمية ليصل الى درجة التآمر المباشر بعقلية جاهلية مبنية على غلّ وحقد غير مبرّرين 

ثالثا\ أن  بعض ما يسمّى  بمنظمات حقوق الإنسان كشفت عن حقيقتها السياسوية المرتبطة بمخابرات دول ذات طموحات توسعية وتعمل على وضع اليد على المنطقة العربية ، ومن يتابع المشهد بعد هبوب عاصفة الربيع العربي يدرك طبيعة الأزدواجية في المعايير المعتمدة في هذا المجال ، حيث يصبح سجن متورط في الإعداد لمخطط إرهابي إعتداء على حرية ناشط سياسي أو حقوقي في حين لا أحد يتحدث مثلا عن تشريد سكان مدينة بأكملها الى العراء كما حدث في تاورغاء الليبية ، طالما أن من قاموا بالعملية يتدثرون بالغطاء القطري 

رابعا \ أن للدور الصهيوني موقعه اللافت في محاولة إستهداف الإمارات ،وهذا لا يعدّ غريبا إذا ربطناه بهذا التحالف البارز للعيان بين إسرائيل  والمحافظين الجدد في واشنطن وقطر وتركيا والإخوان والجماعات الإرهابية ،والذي يتجسّد بالخصوص  في تدمير ليبيا ومحاولات تدمير مصر  والعمل على تقسيم اليمن وإستهداف وحدة الأرض والشعب في سوريا 

رابعا \ إن إستهداف المملكة العربية السعودية يمر حتما بإستهداف الإمارات ، كما أن إستهداف الخليج يبدأ من دولة الإمارات العربية المتحدة ، خصوصا وأنها دولة إستثنائية في  خلوّها من أي أثر للتشاحن الطائفي أو العرقي أو الإيديولوجي الذي يمكن اللعب على وتره للتخريب من الداخل  في دول أخرى

خامسا \ أن السياسة الخارجية المستقلة والمتوازنة لدولة الأمارات العربية المتحدة التي ترتبط بعلاقات  إستراتيجية مع باريس ولندن وواشنطن وموسكو وبيكين  والدول الصاعدة والإتحاد الأوروبي ، تزعج بعض من يضعون كل البيض في سلّة واحدة ، ويطمحون الى التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من باب التوق الى بناء وهم أمبراطوري تحت غطاء ديني يدّعون أنه يخدم مصالح الولايات المتحدة وأنه الوحيد القادر على ضرب القوة الروسية الصاعدة في مقتل من خلال تحريك مسلمي القوقاز 

سادسا \ تُسيل ثروة دولة الأمارات العربية المتحدة المالية والأقتصادية وإحتياطها النفطي وصناديقها السيادية وإستثماراتها الكبرى في الخارج لعاب الباحثين عن الغنائم ،ويبدو أن النموذج الليبي واضحا حيث تمت سرقة أكثر من مائتي مليار دولار خلال ثلاثة أعوام كما وضعت القوى الكبرى يدها على النفط والغاز الليبيين ،حتى أن الغرب لم يتحرك أمام أنهيار الدولة وتهجير ثلث الشعب الى الخارج وسيطرة الميلشيات المسلحة وإنتشار السلاح والجماعات الإرهابية ، ثم تحرّك فجأة أمام ناقلة نفط حاولت نقل شحنة بعيدا عن عيون وأيادي الوكيل القطري المكلف بحماية المصالح الأطلسية داخل التراب الليبي 

سابعا \ كان كشف دولة الأمارات العربية المتحدة للمتآمرين على أمنها وسيادتها ونظامها ووحدتها الترابية ضربة موجعة للمخطط الإقليمي والدولي لبث الفوضى في المنطقة كما أربك  جملة الحسابات التي إعتقد الواقفون وراءها أن مسافة قصيرة تفصلهم عن تحقيق هدفهم ، إعتقادا منهم بوجود الفجوة التي من يتسللون ، غير أن أجهزة الدولة فككت الخلايا الإرهابية والنائمة ووأدت الفتنة وهي لا تزال في أرحام المتآمرين 

ثامنا\ أن دولة الأمارات العربية المتحدة بما تمثّله من ثقل سياسي وإقتصادي وحضاري وثقافي باتت تمثّل عنوانا لتجرية عربية تقدمية مستنيرة ، يرى مناوئوها أنها قد تقف  حاجزا أمام حلمهم بتكريس تجربتهم المناقضة تماما للنموذج الأماراتي  المتقدم ، وبالتالي فإن الإساءة إليه تدخل في إطار السعي إلى إلغاء الإجماع العربي والإسلامي والدولي حول تميّزه ونجاعته وجرأته وتقدميته 

تاسعا \  إن الدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه دولة الأمارات العربية المتحدة لجمهورية مصر العربية والذي يأتي في إطار رؤية إستراتيجية حددها الشيخ زايد من أكثر من 40 عاما ، دفع بالبعض الى قراءته على أنه إعلان حرب على مصالحهم في مصر وهي مصالح كانت مرتبطة أساسا بالجماعة الإخوانية المحظورة وذات صلة عميقة بما يتم التخطيط له في سراديب الغرب من العمل على الإطاحة بمراكز القوة العربية لإعادة تشكيل الخريطة بما يخدم مصالح قوى تقف إسرائيل في مقدمتها 

عاشرا\ إن  خصوصية العلاقة بين الحكّام والشعب في دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا قادرا على يكون المحتذى عربيا ، كما أنه خلاصة ما بلغته عبقرية العقل العربي البدوي المتحضّر في إستنباط الحلول لكل القضايا بما فيها السياسية ، وهو وإن كان مختلفا عن النماذج الغربية ، فإن يلبّى مطامح الشعب ،ويؤكد أن الحرية والديمقرطية وحقوق الإنسان ليست حكرا على الغرب ،ولا يمكن أن يكون البديل عنها أي مشروع إسلاموي منغلق ،ولذك يحاول البعض التشكيك في هذا النموذج وقيمته من خلال البحث عن مثالب تتم فبركتها في الزوايا المظلمة من قبل أدوات تعتمد الترويج لما تؤمن به ، والإساءة لما لا تصل إليه 

وعموما فإن ما يتحرّكون في الظلام  ويشعلون فوانيسهم بالغاز القطري  من شذّاذ الأفاق مثل دوناغي والتكريتي وصبري ومقداد والشيبة وغيرهم ،أو بعض من يتحدثون في وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الإجتماعي في دول ما يسمى بالربيع العربي من المنتعشين ببخور سوق واقف ، يستطيعون الإستمرار في غيّهم الى مالا نهاية ، حيث أن  الشعب الذي ربّاه زايد عرف طريقه ،والشجرة التي زرعها زايد نمت وترعرعت وإشتدّ عودها وورف ظلها وطاب ثمرها وإتفعت غصونها وما عاد يضيرها من يرميها بحجر ولا من يتآمر عليها من خلف السياج  

 

*كاتب صحفي من تونس