أصدر رئيس الحكومة التونسية الاسبق الحبيب الصيد مذكراته تحت عنوان "الحبيب الصيد في حديث الذاكرة"، قائلا في مفتتح كتابه إنه "قد أفرغ قلبه" وأراده كتابا للتاريخ، قد تكون فيه عبرة للأجيال القادمة من السياسيين والنخبة القادمة.
وعبر الصيد، في كتابه عن خيبة أمله بعد توليه لخطة مستشار مكلف بالشؤون الأمنية لدى رئيس حكومة الترويكا حمادي الجبالي، حيث كانت المداولات التي تتم داخل المجلس الأعلى للأمن ولا سيما القرارات الصادرة، تسلك طريق مونبليزير (مقر حركة النهضة)، أين تعرض وتُغربل وتطبخ على نار أخرى، ثم يعود منها ما يتم الاتفاق عليه ليحال إلى الانجاز فيما يسير الباقي إلى سلة المهملات.
ويقول الصيد إن الفوضى العارمة كانت السمو الكبرى لظروف انعقاد دورات المجلس فمواعيد مجلس الوزراء لا يحترمها أحد، واحترام الوقت آخر ما يمكن التفكير فيه، وغياب عضو أو وصوله متأخرا، أو خروجه قبل انتهاء الجلسة لم يكن بالأمر الغريب.
كما أشار إلى أن البعض لا يتورع عن القدوم إلى المجلس رفقة عون أو إطار، حتى انه لاحظ في إحدى المرات امرأة تجلس إلى جانب وزيرة البيئة وعندما سأل عنها قيل له إنها السكريتيرة الخاصة بالوزيرة، ليخلص الحبيب الصيد إلى أن حضور كل مستشاري الحكومة لاجتماع المجلس جعله أشبه بسوق عكاظ.
* جريدة الصباح التونسية