مع اقتراب موسم اداء فريضة الحج لهذا العام تجد الحكومة الليبية الموازية المسيطرة على العاصمة طرابلس نفسها أمام مطب كبير، فلا مناص امامها إلا التعامل مع الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا التي تتخذ مدينة البيضاء في شرق ليبيا مقرا لها، وذلك لإتمام اجراءات الحجاج الليبيين من المدن التي تسيطر عليها في غرب البلاد.

ومنذ اسبوعين يدور صراع محتدم خلف الكواليس، بين عمداء بلديات طرابلس الكبرى، ووزير الاوقاف بالحكومة الموازية في طرابلس "امبارك الفطماني"، على من يتولى شؤون الاشراف على حجاج  بلديات طرابلس الكبرى لهذا العام.

فقد حاولت الحكومة الموازية بطرابلس الهروب من الأمر الواقع بعدم التعامل بشكل مباشر مع الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا في شرق البلاد، بشأن الحج، فكلفت لجنة مشكلة من عمداء البلديات تتولى التواصل والتنسيق مع الحكومة المؤقتة لتمكين حجاج طرابلس من اداء فريضة الحج لهذا العام.

وعقد وزيرا الاوقاف والشؤون الاسلامية "امبارك الفطماني" والحكم المحلي "مهند يونس" اجتماعا بهذا الخصوص في منتصف شهر يونيو المنصرم مع عمداء البلديات الــ13 المكونة طرابلس الكبرى، تم خلاله الاتفاق على تشكيل لجنة من عمداء البلديات برئاسة عميد بلدية جنزور "بلعيد طوبه"وعضوية عمداء ابوسليم وعين زارة وتاجوراء للتنسيق لشؤون الحج بالتعاون مع ادارة شؤون الحج والعمرة بوزارة الاوقاف بطرابلس.

وعقب الاتفاق مباشرة فتحت اللجنة التي تم تشكيلها باب التسجيل الالكتروني للمواطنين الراغبين في اداء فريضة الحج لهذا العام من بلديات طرابلس الكبرى وذلك الموقع الالكتروني لإدارة شؤون الحج والعمرة لمدة عشرة أيام ووضعت اللجنة على موقعها الشروط العامة لأداء الفريضة.

ولكنّ وزيرا الاوقاف والشؤون الاسلامية والحكم المحلي بـ"حكومة طرابلس"، تنصلا فجأة من الاتفاق، وتمسكا بالمنسق السابق " محمود السويحلي " المقرب من الاخوان المسلمين ليتولى الاشراف على حجاج طرابلس، وأصدرا بيانا مشتركا قالا فيه: إن  شؤون الحج هي اختصاص اصيل لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ، وان وزارة الحكم المحلي والبلديات هي مجرد جهات مساعدة وداعمة في هذا الشأن.

 وأثار هذا الموقف المفاجئ حفيظة عمداء بلديات طرابلس الكبرى، الذين اعتبروا أن اختيار "السويحلي" لرئاسة اللجنة هي محاولة للزج بالصراع السياسي في المناسك الدينية المقدسة باعتباره محسوب على الأطراف المؤججة للصراع في ليبيا، كما أنه ليس من مدينة طرابلس ومحسوب على مدينة مصراته.

ورفضت اللجنة البيان، واستمرت في عملها، وأعلنت مساء أمس الثلاثاء استكمال عملية التسجيل، وانها ستجرى قرعة الحجاج الكترونيا يوم غد الخميس ببلدية ابوسليم لفرز 929 حاجا وهم العدد الاجمالي لحجاج بلديات طرابلس الكبرى لهذا العام.

ودخلت الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة على خط هذه الازمة ودعمت موقف البلديات وأصدرت الاثنين الماضي قرارا يقضي بتعيين "بلعيد طوبه" منسقا عاما للحجاج ببلديات طرابلس الكبرى ، وأعفت السويحلي من هذه المهمة.

وأوضحت اللجنة على لسان منسقها "بلعيد طوبه" أن عملية القرعة ستجرى ستنقل مباشرة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة بطريقة متطورة وشفافة على عكس ما كان يتم في مكاتب الاوقاف والمساجد في السنوات السابقة.

ودعا منسق اللجنة المواطنين الذين قدموا طلباتهم لأداء فريضة الحج والذين ستفرزهم القرعة غدا الخميس إلى عدم التعامل مع أي جهة اخرى، وأن اللجنة لن تتحمل المسؤولية القانونية عن اي صك مالي يقدم إلى أي جهة اخرى غيرها. 

وفي تصعيد للأزمة اختطفت ميليشيا مسلحة -تدعم اللجنة المشكلة من البلديات- نائب وزير الأوقاف بحكومة فجر ليبيا، من أمام مسجد وسط العاصمة طرابلس مساء أمس الثلاثاء، ونقلته إلى احد مقراتها.

وتضم لجنة تسيق الحج لبلديات طرابلس الكبرى عميد بلدية جنزور "بلعيد طوبة" منسقا عاما للجنة، وعبدالواحد البلوق عميد بلدية عين زارة نائبا أول، وعبدالرحمن الحامدي عميد بلدية ابوسليم نائبا ثان، وعميد بلدية تاجوراء عبدالفتاح عثمان عضوا، ومدير ادارة التعاون حسن المصراتي مقررا للجنة.

وتشمل طرابلس الكبرى بلديات، طرابلس المركز وابوسليم وسوق الجمعة وعين زارة وحي الاندلس وتاجوراء وسيدي السائح وقصر بن غشير والسبيعة سواني بن ادم وسوق الخميس وجنزور والقره بوللي.

هذا ووافقت السلطات السعودية على استقبال 5600 حاج ليبي هذا العام، وخصصت الحكومة المؤقتة من هذا العدد 929 من بلديات طرابلس الكبرى، وهو ما اعتبرته بلديات طرابلس قليلا اذا ما تمت مقارنته بعدد السكان.

وأصدرت الحكومة الليبية المؤقتة قرارا بدفع قيمة 30 % من إجمالي مصاريف الحجاج لهذا العام البالغة 6370 دينار ليبي، وذلك لمساعدة الحجاج لهذا العام بالنظر للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

كما أعلنت عن  تخصيص نسبة 15% من  إجمالي المتقدمين لإداء فريضة الحج لهذا العام من أهالي الشهداء والجرحى والمفقودين ، مع أعفائهم من مصاريف الحج حيث ستتكفل الهيئة بالحج والعمرة دفع جميع مصاريفهم .

كما تعاقدت الهيئة الاسبوع الماضي، مع شركة الخطوط الجوية الليبية لنقل الحجاج الليبيين هذا العام إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسكهم.

وأصدرت الهيئة العامة للحج والعمرة قرار بتكليف 12 منسقا للحجاج الليبيين بمختلف المناطق وهم: محمد عبدالسلام حسن منسقا للمنطقة الجنوبية، ومحمد بلعيد محمد دربوك للمنطقة الغربية ، وإبراهيم رمضان أحمد الدرناوي للمنطقة الوسطى أ، وأحمد علي محمد بودربالة للمنطقة الوسطى  ب، وعبدالله أحمد عبدالله  لمنطقة الجبل الغربي  أ، ومحمد مسعود الهوفاري لمنطقة الجبل الغربي ب، وعبدالكريم محمد بوجدارية  منسقاً لمنطقة الجبل الأخضر  أ، وجمال عبدالقادر المهلهل لمنطقة الجبل الأخضر ب، ومراجع عبدالقادر إبراهيم لمنطقة بنغازي، وفتحي بن مهدي الحرنة لمنطقة أجدابيا، ومحمود فرج مفتاح السويحلي لمنطقة طرابلس ثم اعفته بقرار لاحق وعينت بدلا منه "بلعيد طوبه" منسقا لمنطقة طرابلس الكبرى.