أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي أنه "منذ انهيار الاتحاد السوفيتي توقع علماء التفكيك السياسي أن هذا الانهيار أدى إلى انتهاء اسطورة القطبين في النظام الدولي ولكن بصعود عولمة الاؤبئة وجائحة القرن الفيروسية الكثير من نظريات السياسة الدولية ومنظروها لم تكن قادرة على التوقع والتنبؤ لما أصبح عليه العالم اليوم".
وقال الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "تعدد القوى العالمية وانتهاء أسطورة القطب الأحادي" إنه "بظهور ملامح العصرالكوروني ونهاية الحقبه الترامبية صعدت أقطاب جديدة أخرى في النظام الدولي ومن مظاهر النظام الدولي وأسطورته انعدام الأمن في كثير من بقاع العالم وخصوصا في منطقة شمال افريقيا والشرق والاوسط، مع ضياع كل الآمال في الوصول إلى نظام قطبي أحادي القوة" .
وأردف الحراثي أن "أهداف العقد الثالث من الألفية الثالثة لأي قوة تحتاج إلى استراتجيات جديدة مرة أخرى غير مألوفة، وتجاوز الموروث القديم لكيفية اللعب في ملعب القضايا العالمية".
وتابع الحراثي أن "المؤشر الأهم أن هناك العديد من القوي الاقتصادية اليوم خرجت من تصنيفها كقوي نامية أو الدول المتخلفة وصعودها إلى قمة النمو الاقتصادي والصناعي، والذي يضاهي اقتصادات الدول المتقدمة".
وتابع الحراثي "أيضا مخزون الطاقة لا يزال تحت سلطة ومظلة دول نامية ومنها دول عربية وخليجية وافريقية.وكذلك تنامي ظاهرة الحروب الهجينة أو المختلطة والتي تعني التضحية بالاخرين وأموالهم كما يحدث الآن في سورسا والعراق واليمن والسودان وليبيا، واليونان وتركيا، والاسرائليين والفلسطينيين، وفرنسا والمجموعه الفرنكوفونية في إفريقيا، والصين وتاوان، وإيران ودول الخليج العربي".
وأشار الحراثي إلى أن "هذه المؤشرات كلها تؤدي أو أدت إلى تعدد القوي العالمية وانتهاء أسطورة القطب الواحد وكذلك تأثيرها على قيام أسطورة نظام القطبين".
وختم الحراثي بالقول "تفيد هذه التحليلات بأن من سيصنع نظام أحادي القطبية هو من يمتلك العلم والعلوم، ولقد أثبتت جائحة كورونا مدى عمق الفجوة لإحداث نظام التوازن الدولي أو صنع نظام أحادي أو ثنائي القطبية تلك هي تداعيات جائحة القرن كورونا والمبشر بصعود العصر الكوروني".