رأى استاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسو، ميلاد الحراثي، أن جائحة وباء كورونا المستجد قد تستشرف نظاما اقتصاديا عالميا جديدا.
وقال الحراثي، إنه خلال الأيام الماضية ظهرت الكثير من المؤشرات العالمية لما بعد الجائحة مثلا امريكا تُجبر شركة جنرال موتورز على تصنيع آلات التنفس الاصطناعي لمواجهة كورونا فيروس، وماكرون اجبر بالأمر نفسه، وإسبانيا تنشيء مصنعا يقوم بصنع هذه الآلات للغرض نفسه".
وتابع الحراثي، "هذه معطيات أولية ترسم الصورة التي قد يكون عليها اقتصاد الدول ما بعد كورونا فيروس، وكلها ستحد من العولمة، وتدحرجها، وستكون الصين في موقف تحدي كبير الخاسر الأكبر من جهة والفائز الجديد من جهة، لأنها قد تنهي هيمنة نظام بريتون وودز الذي سيطر على العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وتطوير العولمة بوجه جديد وبقيادة مختلفة إلى مستويات جديدة قائمة أكثر على الحلة الجديدة المرتقبة لطريق الحرير وإعطاءه بعدا استراتيجيا جديدا، حيث لن تتخلى الدول عن تطوير البنيات التحتية وستحتاج إلى الصين في هذا الشأن".
وأضاف، "معظم دول العالم سوف تحتاج إلى قروض، أي أن العالم سيحتاج إلى مشروع مارشال شبيه بالذي استفادت منه أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ونفذته الولايات المتحدة، صندوق النقد الدولي سوف يتغير ويصبح لاعب ثانوي ومعه البنك الدولي لتقديم القروض، الجائحة اليوم تشكل منعطفا في تاريخ القروض عالميا، حيث ستتوجه عدد من الدول إلى الصين للحصول على قروض. وستكون الصين أمام فرصة لا تعوض للتنافس مع النظام العالمي المالي “بريتون وودز” الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، ويحل محله “البنك الآسيوي للاستثمار” الذي سيساعد دولا أسيوية ثم افريقية وأمريكا اللاتينية على هيكلة اقتصادياتها".
كما قال استاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي، إن عودة الدولة الوطنية في شقها الاقتصادي سوف تقود إلى حرب استقطاب حقيقية بين الغرب والصين، ستعطي حربا باردة من نوع آخر، وهي الحرب التجارية.