أعلنت الحكومة العسكرية في بوركينا فاسو في بيان اليوم السبت أنها علقت بث إذاعة فرنسا الدولية في البلاد، متهمة إياها ببث تقارير كاذبة ومنح نافذة إعلامية لمتشددين إسلاميين.
وقال البيان إن إذاعة فرنسا الدولية (راديو فرانس إنترناسيونال) بثت اليوم السبت رسالة من زعيم جماعة مسلحة هدد فيها السكان.
وردا على ذلك، قالت الإذاعة الفرنسية المملوكة للدولة، والتي يشار إليها عادة باسم (آر.إف.آي) "تستنكر إذاعة فرنسا الدولية بشدة هذا القرار وتحتج على الاتهامات العارية تماما عن الصحة التي تشكك في مهنيتها".
وأضافت أن قرار تعليق بثها صدر دون إشعار مسبق ودون تنفيذ الإجراءات التي وضعتها الجهة المنظمة للاتصالات في بوركينا فاسو.
وأضافت الإذاعة التي يتمتع بثها الخاص بأفريقيا بواحدة من أكثر التغطيات تأثيرا في الدول الناطقة بالفرنسية في القارة أنها ستستكشف سبل استعادة بثها.
وقالت الحكومة إن إذاعة (آر.إف.آي) أعادت أيضا بث تقرير صحفي مفاده أن الرئيس الكابتن إبراهيم تراوري قال إن هناك محاولة انقلاب كانت تهدف للإطاحة به، رغم نفي الحكومة صحة التقرير.
واستولى تراوري على السلطة في انقلاب في سبتمبر أيلول.
وقال البيان الذي وقعه المتحدث باسم الحكومة ريمتالبا جان ايمانويل ويدراوجو "في ضوء كل ما سبق، قررت الحكومة التعليق الفوري لبث جميع برامج آر.إف.آي على مستوى البلاد".
وبوركينا فاسو هي ثاني دولة في غرب أفريقيا تعلق بث إذاعة فرنسا الدولية بعد تعليقه في مالي المجاورة في مارس آذار.
ويأتي القرار وسط تدهور العلاقات بين فرنسا ومستعمرتيها السابقتين بسبب خيبة الأمل من عدم بذل باريس الجهد الكافي للتصدي للمسلحين الإسلاميين الذين احتلوا شمال مالي في عام 2012 وانتشروا في الدول المجاورة.
وأدى انعدام الأمن المستمر منذ فترة طويلة إلى عدم استقرار سياسي ووقوع انقلابات عسكرية في أغسطس آب 2020 ومايو أيار 2021 في مالي، وفي يناير كانون الثاني 2022 وسبتمبر أيلول 2022 في بوركينا فاسو.
وسحبت فرنسا قواتها من مالي مع تدهور العلاقات مع المجلس العسكري هناك بسبب التأخر في العودة إلى الحكم الدستوري وقرار باماكو اللجوء إلى شركة عسكرية روسية خاصة هي (فاجنر جروب) لمساعدتها في محاربة المتمردين.