ذكرت الكاتبة جاسي فرانزبلاو، في مقال صدر بتاريخ 9 يونيو 2014 على موقع "فورن بوليسي اون فوكس"، التابع لمعهد الشؤون الخارجية الأمريكي- أن الوضع الذي تعيشه ليبيا يعود في جزء منه إلى ارث القذافي، ولكن عدم الاستقرار الحالي هو أيضا نتيجة مباشرة لتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تسبب في تغذية انتشار الكتائب المسلحة والأسلحة الثقيلة في البلاد، كما ساهم في انتشار الأسلحة في جميع أنحاء المنطقة.

وأشارت الكاتبة إلى أن عدم النظر في العواقب المحتملة للتدخل في ليبيا هو بمثابة فشل استراتيجي كبير من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، فقد أدى فشل ادارة هذه الصراعات التي انتشرت خارج الحدود ، إلى اتباع سياسات واتخاذ قرارات دون النظر في التداعيات على المستوى البعيد، وقد اعتمد هذا النهج على حالات معزولة دون النظر في التهديدات الأخرى العابرة للحدود.

فوضى

وقد أدى التدخل الأجنبي إلى تحويل وجهة الحرب وعدد كبير من الكتائب إلى جماعات مسلحة قوية، حيث فشلت القوى المتدخلة في ضمان نزع السلاح والإدماج بعد الحرب، وبدلا من ذلك، غادروا ليبيا تاركين إياها في أيدي أطراف مسلحة تتنازع من أجل السيطرة على البلاد، وتقدر التقارير أن 1.700 جماعة مسلحة انبثقت عن القوات الثورية خلال حرب 2011.

في نفس الوقت، تفتقد الحكومة الليبية للإرادة السياسية والقدرة على تعزيز سيطرتها، حيث اعتمدت الحكومة الليبية في ما بعد الحرب على الكتائب الثورية لتوفير الأمن في طرابلس وجميع أنحاء البلاد، على غرار تكليف "لواء 17 فبراير" بتوفير الأمن للقنصلية الأمريكية في بنغازي، وهو الأمر الذي سهل الهجوم عليها في سنة 2012 ومقتل السفير الأمريكي هناك.

وأصبح من الواضح تماما أن أهداف الكثير من هذه الجماعات بعيد كل البعد عن الديمقراطية، حسب كاتبة المقال، مشيرة إلى أن انتهاكات خطيرة ارتكبت واستهدفت مجموعات ينظر إليها على أنها موالية للقذافي، وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان وهيئات الأمم المتحدة أيضا اعتقالات واسعة من قبل هذه الفصائل، فضلا عن التعذيب في السجون الواقعة تحت سيطرتها.