قالت صحيفة البديل المصرية، في الوقت الذي تستضيف فيه المغرب حوار يجمع الفرقاء الليبيين بهدف حلحلة الأزمة التي تشهدها البلاد منذ فترة ليست بالقليلة، يرعى الاتحاد الأوروبي أيضًا في العاصمة البلجيكية بروكسل حوارا آخر، يشارك فيه 24 من رؤساء البلديات والقادة المحليين من مختلف المناطق الليبية.

وأضافت الصحيفة، تعددت اللقاءات والحوارات بين الفرقاء الليبيين في أكثر من عاصمة عربية حتى رأى المحللون أنه سيؤثر على مضمون الحوار الليبي في الأساس للخروج من الأزمة الحالية.

وكانت الجزائر استضافت منذ أسبوعين جولة حوار بين فرقاء الأزمة الليبية برعاية البعثة الأممية بليبيا ضمت 15 شخصية من رؤساء أحزاب ومستقلين لبحث مخرج سياسي للأزمة في البلاد، إلا أنه سرعان ما انتقل الحوار من الجزائر إلى المغرب، وهو ما أغضب الساسة الجزائريين، لتأتي زيارة ليون الأخيرة للجزائر والتي هدفت أيضاً لاحتواء الاستياء الجزائري بسبب اختيار المغرب مكاناً للحوار، حيث اعتبروا ذلك تجاهلاً لدور ومكانة الجزائر في إدارة الأزمة الليبية.

اختيار المغرب بالطبع له علاقة بتحفظ البرلمان في طبرق على الجزائر التي أبدت مرونة عالية في التعامل مع المؤتمر الوطني وفجر ليبيا، وربما تكون هي من أقنع تونس للمضي في مسار مقارب لذلك، الأمر الذي أغضب البرلمان الليبي في طبرق حيث أعلن عقيلة صالح قويدر رئيس البرلمان الليبي المنتخب رفض الاتفاق المنبثق عن الحوار الليبي الذي احتضنته الجزائر بتاريخ 10 مارس الجاري، ووصف قويدر موقف الجزائر في مقابلة له بـ “الضبابية واللون الرمادي”، قائلا: “سنطلق حوارا بين قبائل ليبية بدلا عن حوار الجزائر”.

وأضاف: “في ظل المواقف الدولية تجاه الأوضاع في ليبيا، الغريب هو موقف الجزائر، ففي العاصمة الجزائرية استقبلتنا بشكل رسمي، لكن بعد فترة حدث موقف رمادي، وموقف الجزائر للأسف رغم علاقاتنا التاريخية النضالية تبدل بعض الشيء”.

يرى مراقبون أن محاولة الجزائر الاحتفاظ باستضافة الحوار الليبي والتقارب مع الإخوان في ليبيا والتفرقة بين الجماعة وحلفائها الذين يسيطرون على العاصمة طرابلس، وبين مليشيا تنظيم داعش في الشرق، وهي الخطوة التي لم تلق قبولا لدى الحكومة الشرعية في طبرق ولها مبرارتها القوية، أولاً شعورها بحالة من القلق جراء التصاعد المصري في ليبيا بعد أن ساعدت القاهرة البرلمان المنتخب في طبرق “شرق” في انتزاع الشرعية من البرلمان المنتهية ولايته في طرابلس، كما أن هاجسا بأن مصر في طريقها للعب دور محوري في ليبيا، خاصة بعد تعيين الفريق خليفة حفتر في منصب القائد العام للجيش الليبي، وتخشى الجزائر من تزايد النفوذ المصري في ليبيا حال نجح البرلمان المنتخب والذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له في انتزاع السيادة على كامل ليبيا.

وكما كان تخوف الجزائريين من دور مصري متنام في ليبيا، فإن حساسيتهم تجاه الدور المغربي أكثر شدة.

أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو خلال مؤتمر صحافي في الرباط أن كل الأطراف الليبية مستمرة في الحوار بالمغرب مضيفا، أن المشاورات مستمرة حول وثيقة تشكيل حكومة وحدة وطنية.

من جانبه وجه الاتحاد الأوروبي دعوة إلى أطراف الأزمة الليبية للتوصل سريعا إلى اتفاق يضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية لإخراج ليبيا من حالة الانقسام السياسي الحاد والفوضى الأمنية المستمرة، وتحتضن بروكسل العاصمة البلجيكية حوارا ليبيًا، يشارك فيه24 من رؤساء البلديات والقادة المحليين من مختلف المناطق الليبية، ويتم هذا الحوار برعاية المبعوث الأممي لليبيا برناردينو ليون، وبمشاركة الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

وبحسب وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى دعم أنشطة موازية للحوار بين الأطراف السياسية الليبية الجاري في الرباط، والمفترض أن يتمخض عنه اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

من جانب آخر؛ دارت اشتباكات عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية بين القوات الموالية للحكومة التي تدير العاصمة الليبية والقوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا في منطقة تبعد حوالي 80 كلم جنوب طرابلس، وقالت وكالة أنباء “فرانس برس” الفرنسية إن منطقة بئر الغنم تشهد اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “فجر ليبيا” التي تسيطر على العاصمة ومجموعات مناهضة لها وموالية للحكومة المعترف بها دوليًا والتي تتخذ من مدينتي طبرق والبيضاء في شرق البلاد مقرًا لها.

استخدم مقاتلون في هذه الاشتباكات الرشاشات الخفيفة والثقيلة وقاذفات الصواريخ وغيرها من الأسلحة، وكانت منطقة العزيزية التي تبعد حوالي 45 كلم عن بئر الغنم و35 كلم عن طرابلس، والقريبة من مطار العاصمة المتوقف عن العمل، شهدت الجمعة اشتباكات مماثلة تواصلت لساعات.