سلمت وزارة الخارجية الامريكية الجمعة أكثر من 1100 صفحة من السجلات والوثائق إلى اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق حول هجوم بنغازي، وذلك بعد أكثر من عام من طلب تقدمت به اللجنة بهذا الشأن، في إطار تحقيقها المتواصل حول هجوم 2012 الإرهابي على القنصلية الامريكية في ليبيا. ولم ترد معلومات فورية بشأن محتوى رسائل البريد الإلكتروني والملفات الالكترونية.

رئيس اللجنة، النائب تري غودي كان انتقد غير ما مرة تأخر وزارة الخارجية في الاستجابة للطلب. وانتقد غودي وزارة الخارجية، على مماطلتها في الإفراج عن السجلات قائلا: "من المؤسف أن الأمر استغرق أكثر من عام لتسليم هذه السجلات إلى لجنتنا" منتقدا زملاءه الديمقراطيين لعدم "رفع أصبعهم ولو مرة لمساعدة اللجنة في الحصول على الوثائق."

وبعد طلب غودي عام 2014، قدمت اللجنة مذكرات استدعاء للسجلات في مارس وأغسطس من عام 2015، "هذا التحقيق يهم الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة أربعة أمريكيين وكان من الممكن إنهاؤه قبل هذا الوقت بكثير لو لم تتأخر الإدارة ... كل مرة ".

وأوضح غودي أن لجنته لم تحصل على كافة السجلات التي طلبتها، وأنها لم تُتَح لها الفرصة لمقابلة عدد من الشهود الذين طلبت مقابلتهم. كما انتقد غودي الأشخاص الذين انتقدوا لجنته، ومنهم من دعا إلى إنهائها بسبب ما وصفوه عرضا سياسيا حزبيا، وقال: "عار عليهم وعلى جميع الذين طالبوا باستسلام هذه اللجنة قبل جمع كل الحقائق".

وردا على انتقادات غودي، دافع المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر عن تعاون الوزارة مع لجنة بنغازي. وأضاف أن "وزارة الخارجية على اتصال دائم مع لجنة بنغازي لضمان توفيرها بالوثائق والإحاطات الإعلامية والمقابلات وفقا لأولوياتها"، وأضاف تونر: "قُدِّمت الكثير من هذه الوثائق إلى اللجنة استجابة لطلباتها التي تم تحديد أولوياتها في الآونة الأخيرة. وكثير من الوثائق هو مزدوج وحصلت عليه اللجنة بالفعل." وقال تونر إن الوثائق التي قدمت إلى اللجنة الجمعة لا تغير من الحقائق للأحداث خلال الهجمات الإرهابية.

وشملت السجلات رسائل البريد الإلكتروني لـ "شيريل ميلز"، مدير ديوان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنذاك، ومساعدي كلينتون: جيك سوليفان، وهومان عابدين، بالإضافة إلى سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سوزان رايس. كما شملت السجلات ملفات مخزنة على شبكات الكمبيوتر التي كان يستخدمها كبار الموظفين في مكتب كلينتون.

يذكر أن كريستوفر ستيفنز، سفير الولايات المتحدة سابقا في ليبيا، قُتل وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم على المجمع الأمريكي في بنغازي يوم 11 سبتمبر 2012. وقد أثيرت منذئذ تساؤلات حول كيفية تعامل كلينتون ومكتبها مع الهجوم وتداعياته ، وهو الوضع الذي استأثر بالاهتمام أكثر مع سعيها الى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة الأميركي.