تجددت العمليات العسكرية جنوب العاصمة الليبية طرابلس الإثنين بين القواتالموالية لحكومة الوفاق والقوات المسلحة العربية الليبية في منطقتي عين زارة والهيرة وذلك بالرغم من الهدنة المعلنة منذ يناير الماضي والدوات الأخيرة من الأمم المتحدة ودول عدة بوقف اطلاق النار للتمكن من مكافحة انتشار فيروس كورونا الذي نشر الرعب في العالم خلال الأيام الماضية.

ودعت الأمم المتحدة بالإضافة إلى دول غربية وعربية الأسبوع الماضي طرفي النزاع في ليبيا إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية لمواجهة خطر وباء كورونا المستجد.وأبدى أصحاب المبادرة أملهم في أن تؤدي هذه الهدنة الإنسانية إلى اتفاق قيادات كلا الطرفين الليبيين على مشروع وقف إطلاق النار، الذي يسّرته الأمم المتحدة في 23 فبراير (شباط) الماضي، والذي تم التوصل إليه في جنيف في إطار اللجنة العسكرية المشتركة الليبية "5+5"، والعودة إلى الحوار السياسي.

ورحب الجيش الليبي بالدعوة الصادرة بخصوص وقف القتال لأغراض إنسانية للاستجابة لوباء كورونا. ولاحقا، أعلنت حكومة الوفاق في طرابلس حظرا جزئيا للتجوال بسبب كورونا.ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت بالردود الإيجابية من الأطراف الليبية، على دعوات بوقف إنساني للقتال للسماح للسلطات بالاستجابة لتحدي الصحة العامة الذي يشكله تفشي فيروس كورونا.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام رحب بالرد الإيجابي من الحكومة في الثامن عشر من مارس/آذار ومن الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر في الحادي والعشرين من الشهر نفسه على دعوات وقفة إنسانية.كما أضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة "نظرا للوضع الإنساني المتردي بالفعل في ليبيا والأثر المحتمل لوباء كوفيد – 19، فإن الأمين العام يدعو الطرفين إلى توحيد الجهود لمواجهة التهديد وضمان وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد دون عوائق".

وبالرغم من ذلك،فان وقف اطلاق النار لم يتواصل،حيث عادت الخروقات من جديد من طرف المليشيات،حيث أعلن الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، اليوم الاثنين، أن "الميليشيات الإرهابية" قامت بخرق الهدنة الإنسانية في يومها الثاني باستهداف منطقة الشرشارة شمال مدينة ترهونة بوابل من صواريخ الجراد".

وقال المسماري، في تصريح مقتضب، "آمر "مليشيا الإسناد التابعة للسراج" يتوعد بمزيد من العمليات ضد المدينة والمنطقة بالكامل، في الوقت الذي تتساقط فيه القذائف العشوائية من مدفعية المليشيات على أحياء منطقة قصر بن غشير ووادي الربيع شرق العاصمة"، بحسب تعبيره.

وشهدت الأيام الماضية اندلاع اشتباكات بين الجيش الليبي والميليشيات المسلحة التي خرقت الهدنة مستخدمة الأسلحة الثقيلة في العديد من محاور طرابلس بالاضافة الى هجمات المرتزقة الموالين لتركيا.وأعلن آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي اللواء مبروك الغزوي، مقتل 4 جنود أتراك وقيادي سوري، خلال الاشتباكات الأخيرة بين قوات الجيش وقوات الوفاق، في المحاور الجنوبية للعاصمة طرابلس

وأوضح الغزوي في كلمة مصورة مساء الأحد، أن الجنود الأتراك قتلوا إثر حصار طويل قامت به الوحدات العسكرية التابعة للجيش في محور عين زارة، طيلة يوم الثلاثاء الماضي، بينما توفي القيادي السوري متأثرا بإصابته البليغة بعد أسره رغم محاولات إسعافه، مضيفا أن الجيش يتحفظ على هذه الجثث ولا يمانع في تسليمها إلى ذويهم عبر الهلال الأحمر الليبي.

وأكدت قوات الجيش الوطنى الليبى، الأحد، تدمير مدرعة تركية حاولت خرق الخطوط الدفاعية للقوات المسلحة الليبية في محاور القتال بطرابلس.وقال المتحدث باسم الجيش الليبى اللواء أحمد المسمارى فى بيان صحفى إن القوات التركية حاولت الهجوم على تمركزات الجيش الوطنى إلا أن الأخير تمكن من صد الهجوم، مشيرا إلى أن القوات المسلحة عرضت على حكومة الوفاق تسلم المدرعة وجثث القتلى بداخلها إلا أنها رفضت استلامها بحجة أنها مدرعة تركية بداخلها جثث غير ليبية.وطالب المسمارى السلطات التركية التواصل مع قوات الجيش الليبى بهدف استلام المدرعة التركية والجثث التى بداخلها.

https://twitter.com/afrigatenewsly/status/1242031457519972352

ويتلقى مرتزقة اردوغان في ليبيا ضربات موجعة بشكل متكرر وأكد مدير المركز السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، ارتفاع عدد قتلى مرتزقة أردوغان في ليبيا إلى 143 شخص.وقال عبد الرحمن، في تصريح خص بوابة إفريقيا الإخبارية بنسخة منه، إن حصيلة الخسائر البشرية في صفوف مرتزقة أردوغان في ليبيا تواصل الارتفاع لتبلغ 143 مقاتل بعد وصول نحو 14 جثة جديدة للمقاتلين إلى مناطق نفوذ الأتراك في ريف حلب الشمالي، مشيرا إلى أن القتلى الجدد ينحدرون من تدمر وسلقين والبوكمال والباب.

وأوضح عبد الرحمن، أن الجانب التركي عمد إلى تخفيض رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل، مبينا أن المرصد السوري رصد خلال الفترة السابقة ارتفاع أعداد مرتزقة أردوغان الذين وصلوا إلى العاصمة طرابلس حتى الآن إلى نحو 4750 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1900 مجند.

وتواصل تركيا ارسال شحنات السلاح في محاولة لاستغلال الهدنة بسبب فيروس كورونا،وأكد العميد خالد المحجوب، مدير مكتب التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أن المليشيات في مدينة مصراتة استقبلت شحنة سلاح جديدة قادمة من تركيا.وأوضح المحجوب لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات قامت بنقل الأسلحة من داخل ميناء مصراتة بسياراتها إلى محور بوقرين شرقي مصراتة.

وتشير الانتهاكات المتكررة لوقف اطلاق النار الى صعوبة التوصل الى حلول في ظل استمرار وجود المليشيات المسلحة وكذلك التدخلات التركية.وفي هذا السياق،قال النائب طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في برلمان طبرق، إن "المليشيات في العاصمة طرابلس تعمل بشكل فردي، ولم تلتزم بالهدنة الإنسانية".ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن الميهوب قوله، أن الجيش أعلن قبول الهدنة الإنسانية نظرا لما يواجهه العالم في ظل تفشي وباء كورونا.

وتابع أن لجنة الدفاع والأمن القومي أكدت في بيانها أمس قبول الهدنة بشرط أن يكون الرد قاسيا حال عدم احترامها وخرقها من الجانب الآخر.ودعا الميهوب القوات المسلحة للرد على ما وصفهم بـ"المرتزقة"، ومواصلة الأعمال العسكرية لتطهير البلاد بشكل كامل.وبحسب الميهوب فإن "المليشيات"، حاولت انتهاز فرصة قبول الجيش للهدنة الإنسانية ومحاولة الغدر، إلا أنها باءت بالفشل وهو ما استوجب الرد عليهم، وأن الرد الذي بدأ في صباح اليوم الاثنين سيستمر حتى تطهير البلاد.

وبدوره،طالب مجلس مشايخ ترهونة، القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية إلى ضرورة العمل على إنهاء "المليشيات" بأسرع وقت ممكن.وقال المجلس فى بيان أصدره اليوم الاثنين إنه فى ظل توجيه الجهود لمكافحة وباء كورونا القاتل، تستهدف الميليشيات المسلحة مدينة ترهونة وهو ما يعد ضرب صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، واحترام مبدأ وقف إطلاق النار فى ليبيا، مشيرا إلى أن المدنيين فى ترهونة تعرضوا إلى قصف صاروخى أعمى، أفزع وأرعب وأرهب الآمنين.

وحمل المجلس المسؤولية الكاملة للمجتمع الدولى متمثلا فى بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا للمماطلتها فى معالجة الملف الليبى، وكيلها بمكيالين فى إيصال الصورة واضحة للجهات الدولية المسؤولة على حفظ السلم والأمن فى العالم بأسره، مطالبا القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إلى ضرورة العمل على إنهاء المليشيات التى لا تعرف إلا ولا ذمة فى أمن وسلامة وراحة الليبيين.

وبدأت قوات الجيش الليبي عملية عسكرية في أبريل الماضي لتحرير طرابلس من سطوة الميليشيات التي أوقعت العاصمة في فوضى أمنية.وزاد التدخل التركي في تصعيد التوتر في طرابلس إذ أغرقت البلاد بالأسلحة والمرتزقة المرسلين من سوريا من أجل دعم حلفاء أردوغان من تيار الاسلام السياسي ولى رأسها جماعة "الاخوان" التي تسيطر على حكومة الوفاق والتي تعتبر ذراع أنقرة لنهب ثروات ليبيا وتمرير أجنداتها في المنطقة.