عبرت السلالة الجديدة من فيروس كورونا الحدود إلى بلدان أخرى بعد أن قضت على 259 شخصاً في الصين، فيما يطل الخطر برأسه ويثير انزعاج خبراء الصحة، ويرجح العلماء أن نوعاً من الثعابين قد يكون المصدر الأصلي للفيروس، ومع ذلك، يقول خبراء في الأمراض المعدية، إن الخفافيش هي مصدر العدوى.
وقال رئيس منظمة "EcoHealth Alliance" الصحية والبيئية غير الربحية، بيتر داسزاك، إنه "عندما تنظر إلى التسلسل الجيني للفيروس، وتطابقه مع فيروسات كورونا أخرى معروفة، فإن نوعيتها أقرب أن تكون من الخفافيش".
وأشارت البروفيسور جويزن وو، من المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في دراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" الطبية، يوم الأربعاء، إلى أن البيانات التي لديهم حتى الآن تتفق مع نظرية أن الفيروس نشأ في الخفافيش منذ البداية.
وتُعد الثدييات المجنحة مستودعاً لعدة فيروسات فتاكة مختلفة مثل ماربورغ ونيباه التي تسببت في تفشي المرض في كل من أوغندا، وماليزيا، وبنغلاديش، وأستراليا.
ويُعتقد أن الخفافيش هي المضيفة الطبيعية لفيروس إيبولا، وداء الكلب، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس"، وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وفي كثير من الأوقات، هناك وسيط متورط، كما كان الحال مع "سارس" في عام 2003، وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، الذي ظهر لاحقاً ووُجد في الإبل.
ويسمي العلماء هذه الفيروسات، بحيوانية المنشأ، لأنها تنتقل من الحيوانات إلى البشر، وفي حالة فيروس نيباه، الذي يمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض بما في ذلك التهاب الدماغ القاتل، تم تتبع العدوى مرة أخرى إلى العصير المصنوع من عصارة شجرة نخيل التمر، والتي كانت ملوثة ببول الخفافيش أو اللعاب. وكانت الخفافيش تتجول بين الأشجار حيث وضع السكان المحليين حنفيات لجمع النسغ اللذيذ.
وقال الدكتور ستاثيس جيوتيس، عالم الفيروسات في قسم الأمراض المعدية في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، إن حقيقة ارتباط هذا الفيروس التاجي الجديد بالخفافيش "لا تشكل مفاجأة بالنسبة لعلماء الفيروسات الذين يعملون في مجال الفيروسات التي تنقلها الخفافيش. إذ تعرف الخفافيش كـ"خزان للفيروسات" حيوانية المنشأ."
وقال جيوتيس إنه من المحتمل أن يكون خفاش حدوة الفرس الصيني، وهو نوع من الخفافيش الشائعة في الصين، هو المسؤول عن انتشار فيروس كورونا الجديد.