قال الكاتب الصحفي عبدالرزاق الداهش، إن التبن في ليبيا أصبح بطل تلفزيون الواقع، أو بطل واقع التلفزيون، وتحول من مادة لتعليف المواشي، إلى مادة للتقريع السياسي.
وفي مقال نشر الداهش جزء منه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان "تبن بوك"، قال "عندما نصح الطبيب الباكستاني الحاج مفتاح، بأن لا يتناول اللحوم، والبيض، والزبدة، وإلى أخر القائمة، أو أخر المائدة، سأل الحاج مفتاح:ـ (باهي يا دكتور نأكل التبن عادي)؟ الأستاذ سالم مدرس العلوم، لا علاقة له بالحاج مفتاح، ولكن له علاقة بالتبن، وكان كل ما يرتبك أحد تلاميذه يعنفه لفظيا برأس التبن، على حين غرة صار التبن في ليبيا بطل تلفزيون الواقع، أو بطل واقع التلفزيون، وتحول من مادة لتعليف المواشي، إلى مادة للتقريع السياسي، وخرج من محطات الأبقار إلى محطات الكيبورد، ونسينا درب التبانة، لنشدها وراء درب التبن، ونسينا باخرة التيتاتنك، لنركض وراء فيلم التيتا تبن، لعله قد اختلط على جماعة الموسيقى، مقام الرست، أو النهوند، بمقام التبن".
وتابع الداهش، "هكذا تفرغنا لقضية (وتر تبن) على وزن وتر غيت، وكأننا قد حلحلنا كل مشكلاتنا، ولم يعد لنا إلا كوميديا قش القمح، وهل النعجة يمكن أن تكون أخت النعجة من التبن؟ تاجر ليبي قام بتوريد شحنة أغنام، وحاول أن يستثمر المناطق الفارغة على الباخرة لتوريد تبن بدون اعتماد ما الخارقة؟ هذه الأماكن الفارغة تأتي مملؤة بالإطارات المستعلمة وبالسيارات المتهالكة، والتي تجيء لأسواق صهر الليبيين في شمال أفريقيا، بدل صهر الخردة في أوروبا، ماذا استفدنا من هذا الزوبعة في فيسبوك، وماذا سنكسب من خطاب شيطنة الأخر، إلا مزيدا من فقدان الثقة، والأسوأ فقدان الأمل، دوسيه فساد الاعتمادات، الذي يفقر ملايين الليبيين ويغني بضع مئات على حسابهم، أكبر من حملة سخرية".
وأضاف، "في ليبيا تآكلت هيبة الدولة، وغابت قدرتها على احتكار سلطة الإرغام، زد على ذلك الجريمة المنظمة، والنهب الاستثنائي للموارد، وفوضى انتشار السلاح، والانقسام السياسي، والمؤسساتي، المجتمعي، ومشكلات أخرى تتناسل، (واللي ما يدري يقول تبن)، شاه إيران قال ذات يوم، بأن الليبيين كانوا يرعون الغنم، ويبيعون الخردة، نضب نفطهم لن يجدوا لا غنم ولا خردة، يا خوفنا من يوم لن نجد فيه قشة نتعلق بها، ولا ماريا أنطوانيت نقول لها: الشعب يريد أن يضحك".