سلط الكاتب الصحفي عبد الرزاق الداهش الضوء على نظرة الاستعلاء التي ينظر بها الليبيون لغيرهم من الجنسيات الأخرى قائلا "لا توجد شعوب متخلفة، ولكن توجد أخرى تعاند التقدم"
وقال الداهش في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "هل الليبي على رأسه ريشة؟" نتصور نحن شعب عمر المختار وفقا لوعينا الجمعي، بأننا شعب الله المختار مضيفا "تبعا لهذا التصور، وما ينتجه من خطاب تفوق فإننا نرى لكثير من الشعب باستعلاء أحيانا، وازدراء في أغلب الأحيان فهذا مصري، وهذا سوري، وهذا باكستاني، وهذا سوداني، هذا بنغالي، وحتى صيني، أو كوري.وحتى لو كان هذا (غير الليبي) عبقريا في مجال الطب، أو الهندسة، أو الادارة، سيظل تونسيا، او مغربيا، أو تركيا".
وأضاف الداهش "المشكلة أنه لا يوجد على ارض الواقع ما يعزز، أو يبرر مثل هذا الشعور بالتميز، لا بداية بتصنيف دافوس في التعليم، الذي تقع ليبيا خارجه، ولا نهاية بتصنيف جواز السفر الليبي الذي يقبع في ذيل قائمته، بعد دول عديدة مثل موريتانيا، والموزمبيق" وتساءل "هل نحن أفضل من شعب اثيوبيا التي يصل فيها معدل النمو إلى ثمانية بالمئة، أو شعب جيبوتي التى تخطى فيها معدل النمو نفسه سبعة بالمئة؟".
وأردف الداهش "في النيجر. ووفقا لكل الترجيحات، سيكون محمد بازوم هو الرئيس القادم لهذا البلد الافريقي الذي لا يمتلك تصنيفا قويا في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا" مبينا أن "أكثر من تسعة أعشار الليبيين لا يعرفون أن النيجر بلد ديمقراطي، لديه جهاز تشريعي فعّال، وفصل بين السلطات، وأحزاب نشطة، وانتخابات رئاسية غير مزورة، ومعدل نمو يتجاوز خمسة اضعاف معدل النمو في ليبيا وأكثر من تسعة أعشار الليبيين لا يعرفون ايضا أن محمد بازوم هو من اصول ليبية، ومن قبيلة اولاد سليمان" وتابع أن "الحقيقة الأولى التي ينبغي أن نعرفها، واهم من ذلك نفهمها، هي أن وطن بازوم هو النيجر، وقبيلته هي حزب من أجل الديمقراطية والاشتراكية أما الحقيقة الثانية، فإن بازوم وزير الداخلية الحالي، والرئيس المحتمل القادم، قد جاء عبر اوتوستراد الجدارة، والكفاءة، في بلد تتعزز فيه قيم المواطنة، ويسعى إلى تطبيع علاقاته مع العصر، رغم قسوة الجغرافيا".
وختم الداهش بالقول "لا توجد شعوب متخلفة، ولكن توجد أخرى تعاند التقدم".