شكلت العولمة احد أهم الروافد الجديدة علي المجتمع الموريتاني البدوي  المحافظ ,ورغم انفتاح الموريتانيين علي الوسائل الإعلامية الغربية والعربية ومارافق ذلك الانفتاح من تغيرات طرأت علي سلوك الكثير من شباب اليوم من حيث العادات والتقاليد ,الا ان الزي الرجالي الموريتاني المعروف بالدراعة ظل يحافظ علي مكانته باعتباره زيا مقدسا لايجوز التخلي عنه رغم انتشار محلات الملابس الغربية ومحاولتها ايجاد موطئ قدم لها في قلوب الموريتانيين .

"الدراعة إيقونة الموريتانيين  "

ارتبطت الدراعة ارتباطا وثيقا بالموريتانيين حتي أصبحت رمزا لهم ,والدراعة هي الثوب التقليدي للرجال، وهي عبارة عن ثوب فضفاض له فتحتان واسعتان على الجنبين، خيط من أسفل طرفيه وله جيب على الصدر، وهي عادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق ويصنع عادة من القطن  وينقسم الي نوعين يطلق عليهما محليا "بزانه" والشكة" هذه الصفات تسمح للثوب أن يكون ذا قدرة على أمتصاص العرق و أن يسمح بدخول الهواء إلى الجسم وأن لا يتسخ بشكل سريع قد تكون الدراعة أحيانا بيضاء و تحمل في مواقع متعددة حول الرقبة تطريز ذهبي في غاية الأناقة.

"صناعة محلية صامدة في وجه التحديات"

يتم تصميم وخياطة الدراعة الموريتانية  وتطريزها محليا و بطرق خاصة كثيفة وغالية الثمن محليا إما يدويا أو بالماكينات، وتعتبر هذه الخياطة في حد ذاتها فنا يؤكد أصالة وتميز هذا الزي الذي ظل يتحدى كل المتغيرات، فمع التقدم الحاصل في مختلف المجالات فإن الدراعة لا تزال هي زي الرجل الموريتاني الأول فلم تستطع البدل الرسمية والملابس الحديثة  كالجينز أن تزعزع مكانتها وهو الأمر الذي ظل يطرح الكثير من الاشكالات عند البعض حول مدي ملاءمتها لمتطلبات العصر خاصة في أماكن العمل فأغلب الرجال يحرصون علي ارتدائها بشكل دائم ويتذمرون من أن بعض المؤسسات تمنع ارتداءها أثناء الدوام .

"الدراعة رغم قدسيتها  محرمة في مكان العمل"

بالرغم من ان الدراعة هي الزي التقليدي للموريتانيين ,الا ان الحكومة الموريتانية تحرم ارتداءها في أماكن العمل وهي بذلك تتجاهل مطالب غالبية الموريتانيين الذين يريدون استخدامها  في العمل كما في منازلهم  .

ويتساءل "محمد ولد سيد "وهو شاب موريتاني لماذا تسمح كل دول العالم بحرية الملابس داخل مكان العمل في حين تحرم بلادنا  الدراعة علي العاملين ,ويضيف محمد ان الخليجيين مثلا يسمح لهم بارتداء زيهم التقليدي في العمل فلماذا هذا الامر محرم علي الموريتانيين ,ويربط محمد هذا القرار بالمستعمر الفرنسي الذي كان يفرض علي الموريتانيين ارتداء البنطلون في اماكن العامل قبل استقلال موريتانيا عام 1960 وهو القرار الذي ظل ساريا حتي بعد عقود من الاستقلال مطالبا الدولة الموريتانية بإلغائه باعتباره قرارا جائرا.

أما السيد عبد الله  الفيلالي فيقول: "نحن الموريتانيون نجد راحة كبيرة في الدراعة فنحن لا نتحمل الضغط ولا الملابس الضيقة التي تلتصق بالجسم فهي فضفاضة ويدخلها الهواء من كل مكان ونحن تعودنا عليها وعلي التعامل معها صدقوني الساعات التي أقضيها في العمل مرتديا البدلة تكون طويلة جدا علي ولا تمضي دون أن أشعر بالاختناق.من جانبه قال الناشط والإعلامي  عبد الله ولد احمد"إن "الشعب  الموريتاني  متمسك بزيه  التقليدي منذ القدم بإعتباره جزءاً لا يجزأ من هويته الوطنية والإنسانية"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "إحياء يوم خاص بالزي الموريتاني  مطلب للجميع ".