في حوار جمعنا مع سعادة سفير السلام لدول الباسفيك ورئيس المركز العربي للعلاقات الدولية الشريف فاضل بن حسين بن علي تطرقنا من خلاله لأهم النقاط المتداولة حاليا في دولنا العربية ولعل أبرزها موضوع الحريات والعدالة، حيث حاول رئيس المركز العربي الشدّ على جهود بعض الدول العربية منها السعودية والمغرب والأردن في المضي قدما نحو موضوع الحرية مبرزا أهميتها للنهوض بالأوطان والاستثمار في جوهر الحرية …

 سعادة السفير الشريف فاضل كان لكم مؤخرا دور كبير في الاهتمام بحقوق الإنسان في العالم العربي، لماذا هذا الاهتمام خاصة بحرية المواطن العربي وهل ترون فيه انقضاض حول حرية المواطن العربي ؟
لا شك أننا نعمل جاهدين على تعزيز ثقافة الحرية لدى المواطن العربي تماشيا مع العمل على ترسيخ هذا المبدأ على المستوى الرسمي، وبتعبير أدق نعمل على الجهتين، فنعمل على إيصال فكرة الحرية وكيفية توظيفها بطريقة صحيحة على المستوى السلطوي والفكر السليم للدولة، بالمقابل نعمل على إيصال رسالة الحرية لدى المواطن العربي حيث لا يكون هناك تصادم وشرخ بين الحاكم والمحكوم.

مركزكم العربي يعمل حول موضوعات مهمة في الساحة الإنسانية، كيف تفسرون دور الدول العربية في تعاملها مع قضايا حقوق الإنسان خاصة في دولها العربية؟
نعم مركزنا يسعى جاهدا للنهوض بالأمة العربية عموما دون تمييز أو تفريق، كما نعمل على التوسع الجغرافي والفكري وهذا لن يكون إلا بالعمل على المستوى الفكري وصناعته، فلاحظتم ربما اهتمام مركزنا العربي للعلاقات الدولية بموضوع الحرية والعمل الإنساني ورفض التوظيف الديني المغلوط لخدمة الأجندات السياسية وهكذا موضوعات تخص سيرورة الدولة وتطورها أو تفككها، قلت أن مركزنا رغم الامكانية المحدودة إلا أننا نعمل على تشجيع الانظمة العربية على المضي قدما في تعزيز ثقافة الحرية السليمة التي تساهم في النهوض بالوطن، فالحرية في فلسفتنا معناه حرية الاقتصاد والفكر والاعلام وكل ما يمكنه النهوض بالطاقات الكامنة إلى طاقات متجددة فاعلة .

هل تعتقد أن الدول العربية تعمل على تعزيز ثقافة الحرية في أوطانها وهل الحرية مقيدة على حسب المجتمع أم مفتوحة بطريقة كبيرة ؟
 الدول العربية لا شك أنها من حيث السعي تجتهد في هذا الطرح ولكن يبقى العمل مطلوبا ومطلبا ضروريا حتى لا يستغل من طرف الخارج لإحراجهم، وكذلك لابد من الذهاب نحو هذا المبدأ لأنه كما قلت سابقا مبدأ مهم في النهوض بالاوطان وانا سعيد جدا بالتطورالكبير الذي تشهده العديد من الدول العربية في هذا الشأن منها السعودية والأردن وقطر والمغرب وغيرهم ممن أبانوا عن نوايا جدا محترمة في هذا الشأن، ولعله سيكون لنا لقاءات وندوات علمية وفكرية حول هذا الموضوع في هاته الدول الجميلة.

ما قولكم في من يقول أن الحرية والعدالة ميزة ليست من خاصية الدول العربية التي تعمل على نشر ثقافة الانسداد والانغلاق عكس الدول الغربية ؟
ارفض مطلقا هذا الكلام لأنني أمكث في الغرب وأعرف حقيقته من داخله، فالتسويق الاعلامي له فعلته التي جعلت هدا الطرح ينتشر، نعم ربما فيه تفوق وهذا نتاج سنوات وعقود من النضال والعمل على ترسيخ هذه الحرية ولكن لا يعني أننا لسنا أهل حرية، بل مفهوم الحريات قد يتغير بتغير العادات والتقاليد والتاريخ والعرف، وعليه أقول نعمل على حرية الشعوب وتقنينها بما يفيد مجتمعاتنا .

*ناشط سياسي و‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏رئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية