سلط الأكاديمي الليبي محمد الدويب الضوء على الملتقى الجامع الذي ينظمه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.

وقال الذويب في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "جامع سولون وجامع سلامة" إن "سولون أو كما يرسمه البعض (صولون) رجل قانون يوناني عاش في أثينا بين 640-560 ق.م. وعرفه مؤرخو التشريعات بالقوانين الإصلاحية التي وضعها لمدينته بعد أن رأى الطغاة والمفسدين يعيثون في المدينة فساداً وفي مقدمته قريبه بيزوستراتوس الذي أراد إعادة الحكم الفردي لأثينا وحينها بادر صولون لتنبيه الأثينيين لخطورة هذا المخطط وأخذ رمحه ودرعه وانطلق إلى مكان إكليسيا الديموس Ekklesia tou Demou - Εκκλησια του δημου وهي اجتماع مجلس جامع للشعب الأثيني ( المؤتمر الجامع في أثينا ) و يعقد على تل بنيكاس Πνυκας -Pnykas في ساحة سوق أثينا أو في مسرح ديونيسوس و كان يحق لجميع مواطني أثينا الأحرار من الذكور الذين بلغوا 20 عشرين عاماً ويملكون نصاباً محدداً من المال يكفي لشراء السلاح الشخصي حضور هذا الاجتماع ويختص المجلس بإعلان الحرب وتعيين قائد الجيش وانتخاب القضاة وهيئة المحكمة العليا ولمّا وصل سولون المجلس مسك رمحه ودرعه وخاطب المواطنين وقال لهم إنه سيقف إلى جانب المدينة (الوطن)".

وأضاف إن سولون قال "أنا أكثركم حكمة وشجاعة إذ أكون أحكم من أولئك الذين لم يكتشفوا خديعة بيزوستراتوس وأشجع من أولئك الذين عرفوا ذلك وصمتوا عليها، فوصفه بعض أعضاء برلمان أثينا( البولي) المتحالفين مع بيزوستراتوس بالجنون، وطلب الأثينيون الفرقاء من سولون بعد انتخابه رئيساً للقضاة أن يضع لهم قانوناً ففعل ذلك وكانت أهم أسس قانونه" هو "العفو العام لتصفية آثار الماضي" و"السماح للمنفيين بالرجوع إلى وطنهم وإعادة الحقوق المدنية لهم" و"إلغاء الديون للدولة والأفراد وإعادة الأملاك المرهونة وتحرير المستعبدين بالديون" مردفا أن "بعد نشر القانون ترك البلاد برغبته بعد أن وعده الأثينيون بالالتزام بقوانينه وهاجر إلى ليديا وبعد عودته وجد البلاد تخوض حربا أهلية وسرعان ما سيطر بيزيستراتوس فتقاعد وابتعد عن الحياة العامة نهائياً ".

وأردف الدويب "يبدو أن السيّد غسّان سلامة يريد أن ينسخ لنا تجربة المشرّع سولون فهو قد صرّح منذ تكليفه بمهمة المبعوث الأممي لليبيا أنه سيعقد لليبيين مؤتمراً جامعاً ولا أظنه يملك حربة سولون وحكمته حتى يمسك بالأولي ويُعمِل الثانية ليخرج ليبيا من أزمتها لأن سولون وقف إلى جانب وطنه ومدينته فكان من واضعي حجر الأساس للديمقراطية في أثينا أمّا سلامة فلا ينتمي إلى الوطن حتى يحرص على سلامته بل هو عامل لدى من خطط لتدمير الوطن ولذلك لن يكون مؤتمره الجامع شبيها بمؤتمر أثينا الجامع ولن يكون مؤسِّساً لديمقراطية ليبية بل سيكون استمراراً لأزمة وشتّان بين جامع سولون وجامع سلامة وجوامع الأمم المتحدة" .

وختم الدويب بالقول "إلى أن يجد الليبيون سولونا ليبيا حكيما عليهم القبول بإملاءات جامع الضرار الذي يسوقهم إليه سلامة" .