قدم أستاذ اللغات القديمة أ.د. محمد الذويب قراءة في تصريحات المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز التي قالت فيها إن هناك ديناصورات سياسية وجب عليها التفاعل مع الحوار وإلا كان مآلها الانقراض.
وقال الذويب في تدوينة له بعنوان "يقولونها ويعنونها" "تناولت بعض الصفحات الوصف الذي استعملته السيّدة ستيفاني ويليامز وهي دون شك الحاكمة الأمريكية لليبيا في مؤتمر صُحفي عندما نعتت السياسيين الليبيين بالديناصورات السياسية بقولها:" لقد انقرضت الديناصورات، وبصراحة فإن الديناصورات السياسية تواجه المصير نفسه(الإنقراض) إذا لم يبرهنوا على أنهم مناسبين، ومازالت الفرصة أمامهم أو أن يذهبوا في طريق الديناصورات (الانقراض)" .
وأضاف الذويب "أظن أن الذين يعرفون رمزية الخطاب ولغة الجسد قد فهموا ما ترمي إليه الحاكمة لاسيما من المعنيين الذين عاشوا في بلاد الفرنجة بالرغم من أن بعضهم عاش هناك نادلا أو عاملا أو متسوّلا للمساعدات التي تُقدّمها مؤسسات الرعاية الاجتماعية أو مُخبراً يُقدّم المعلومات وملخصات التقارير لأجهزة المخابرات فلم يكن له من الثقافة السياسية نصيب بل أن بعضهم فاقد للثقافة الاجتماعية لبلاده أيضاً".
وأردف الذويب "يعلم البعض أن مصطلح ديناصور جاء من الكلمتين الإغريقيتين δεινος – Σαυρος / Dino-sauros و تعني الأولى: مرعب أو مخيف والثانية سحلية أو زاحف، وهو ما دفع ببعض المحلّلين والمطبّلين إلى استثمار التصريح فأعدّوا الوصف مدحاً لبعض الساسة إذ شبههم بالديناصورات ويبدو أن هؤلاء المعلّقين قد تأثروا بصورة ذهنية حملوها من أفلام الرعب أو الكرتون التي تصوّر هذا الكائن القوي المرعب وهو يلتهم ما يصله من بشر أو حيوان أو حتى جماد أحياناً ولم يفهموا مُراد السيّدة ستيفاني، لأن الاستعارة في أية لغة أو التشبيه بالحيوان قد تدل على المدح أو الذم ولنا في العربية أمثلة كثيرة حيث يشبه الإنسان بالأسد كناية على الشجاعة القوة أو بالفيل دليلا على القوة والضخامة أو بالقرد وصفا بالحيرة والهزل وكثرة الحركة أو بالذئب إشارة إلى الظلم والطغيان والشجاعة الطائشة أو بالخنزير وصف بالقذارة" ونقابل أوصافا في القرآن من الممكن استعمالها لوصف بعض الساسة الذين بعضهم "كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً" و بعضهم "كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً" وآخرون "كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ".
وتابع الذويب "لكن لأن السيّدة ستيفاني فضّلت مصطلح الديناصور وجعلته سياسيا لأنها استندت على دلالته في الإنجليزية التي تذهب إلى ما وراء صفات هذه الزواحف من رعب وقوة لتدل على فساد حال وفشل وعدم صلاحية وعيش خارج الزمن وإمعاناً في إذلال هؤلاء رفعت من نبرة صوتها عندما أوردت المثل وأشارت بالسبابة تخويفاً لهم ثم استعملت أصابع يدها اليمنى كاملة مع إيماءات رفع الحاجبين و( التفنيص) عندما قالت فليذهبوا في الطريق نفسه ( أي طريق الانقراض)، وأظن أنها قالت ذلك وتعنيه فهؤلاء (يقولونها ويعنونها)".
وتساءل الذويب "هل سيذهب هؤلاء إلى الانقراض سريعاً أم سننتظر 160 مليون سنة أخرى وهي مجموع السنين التي تفصل بين عصر وعصر الديناصورات؟" وختم بالقول "إن غدا لناظر ه لقريب".