انتقد الرئيس السنغالي السابق "عبد الله واد" خلفه الرئيس الحالي"ماكي سال" أمام حشد جماهيري واسع، وذلك حال وصوله داكار بعد سنتين من المنفى الاختياري بفرنسا، وفقا لما نقله مراسل الأناضول.
وأفاد مصدر من الشرطة السنغالية أنّ "واد" توجّه بعد ساعتين من وصوله إلى مقرّ حزبه (الحزب الديمقراطي السنغالي)، حيث توجّه بخطابه إلى ما يقارب الثلاثة آلاف من أنصاره، ممّن كانوا في قمة الانفعال والحماس لرؤية واد في داكار.واستهلّ "واد" خطابه بتوجيه تحية إلى الزعماء الدينيين، قبل أن يوجّه مباشرة إثر ذلك اتّهامات لخلفه "ماكي سال" وللحكومة السنغالية قائلا "تركت البلاد لمدّة سنتين لكي لا أزعجه (ماكي سال)، غير أنني أعود اليوم وأنا أشعر بالقهر لغياب النتائج" الجيدة.
وأضاف الرئيس السنغالي السابق "لقد شنّ ملكي سال حملة لمطاردة وسجن أقاربي، بمن في ذلك ابني" (كريم واد)، مشيرا في ذات السياق إلى أنّه "استشعر عن بعد معاناة الشعب السنغالي"، وأنّه "سيفعل ما في وسعه من أجل طرح مقترحات حلول" في ذلك.وردّدت الحشود المنفعلة شعارات بالعامية السنغالية (الولوف) في ردّ على كلمات "واد"، من قبيل "هذا الشيخ على غاية من القوة" و"أيها الشيخ.. لقد أخطأنا".
وأنهى "واد" الملقّب بـ "أبو التغيير" خطابه المنتقد للنظام السنغالي الحالي، حوالي الساعة الواحدة من صباح اليوم السبت (بالتوقيت المحلّي أي الساعة الواحدة أيضا بتوقيت غرينتش)، ليضع بذلك نقطة نهاية ليوم طويل وحافل لأنصاره.وتأجّل وصول "واد" في مناسبات عديدة، ليصل في النهاية داكار، مساء أمس الجمعة، حوالي الساعة التاسعة وأربعون دقيقة بتوقيت غرينتش، حيث حطّت طائرته بمطار داكار الدولي في رحلة خاصة قادمة من الد ار البيضاء (المغرب).
وبنزوله من الطائرة، عبّر "واد" عن رفضه المرور عبر قاعة تشريفات المطار واختار المرور عبر المسلك العادي للمسافرين، وكان في استقباله مسؤولي حزبه (الحزب الديمقراطي السنغالي) وسط إجراءات أمنية مشددة. رفض يأتي عقب "حظر قاعة التشريفات على الوفد الذي جاء لاستقبال الرئيس السابق"، وفقا لعضو الحزب الديمقراطي السنغالي، الوزير السابق بحكومة "واد" "فاربا سنغور".
يذكر أن واد (87 عاما) غادر السلطة بعد خسارته في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر مارس/ آذار عام 2012 أمام منافسه "ماكي سال" والذي كان يشغل منصب رئيس وزرائه السابق.وقال المتحدّث باسم الحزب الديمقراطي السنغالي "باباكار غاي"، الثلاثاء، في تصريح للأناضول أنّ "واد" يعود إلى البلاد من أجل "تنشيط عمل الحزب، ووضع حدّ للمشاحنات المندلعة حول القيادة والزعامات، ودعم الناخبين من أجل الانتخابات المحلية المقررة لشهر يونيو/ حزيران المقبل".
وبالاضافة إلى الدور السياسي، تكتسي عودة "واد" أبعادا خاصّة تتعلّق بابنه "كريم واد" المسجون منذ سنة، والذي من المنتظر أن تتمّ محاكمته في شهر يونيو/ حزيران القادم بتهمة "الاثراء غير المشروع".ويواجه "واد الابن" والذي شغل مناصب وزارية هامة تهمة الحصول على شركات وعقارات وطائرة بطرق غير شرعية، وذلك بقيمة جملية تناهز الـ 1.3 مليار دولار.