غادر الرئيس السنغالي السابق "عبد الله واد"، مساء أمس الاثنين، السنغال، متوجّها نحو العاصمة الفرنسية باريس في "زيارة خاصة"، دون رؤية ابنه "كريم واد"، المسجون منذ أكثر من سنة في السنغال بتهمة الإثراء غير المشروع، وفقا لمراسل الأناضول.
وعاد "عبد الله واد" إلى بلده في 25 نيسان/ أبريل الماضي، بعد غياب لعامين قضاهما بالمنفى الاختياري بفرنسا. ورافق أكثر من 10 من كبار المسؤولين في "الحزب الديمقراطي السنغالي" (حزب واد) الرئيس السنغالي السابق إلى مطار "ليوبولد سيدار سنغور".
واختار واد هذه المرة المرور عبر القاعة الشرفية للمطار، والتي كان تجنّبها عند قدومه من فرنسا في نيسان المنقضي، قبل أن يطير إلى العاصمة الفرنسية . ونفى المقرّبون من "واد" الشائعات التي راجت حول وجود أسباب صحية تقف وراء زيارة الرئيس السنغالي السابق إلى فرنسا.
وفي تصريح للأناضول، قال المتحدّث باسم الهيئة المديرة للحزب الديمقراطي السنغالي (وهو التشكّل الحزبي الذي يقوده "عبد الله واد") "مايورو فاي" إنّ "الرئيس السنغالي السابق ذهب إلى فرنسا في زيارة خاصة من المنتظر أن تدوم من 8 إلى 10 أيام، وهو لا يعاني من أي مشكلة صحية".
وأوضح فاي أنّه "ينبغي التوضيح جيدا للرأي العام الوطني والدولي أن عبد الله واد بصحة جيدة، بل هو في أفضل حال، وقد استقبل، صبيحة أمس (الاثنين) عددا من النواب ومن مسؤولي الحزب (الحزب الديمقراطي السنغالي)، وقد استغرق ذلك ساعات. وإلى حدود الساعة الثانية والنصف (ت. غ)، كان واد التقى أيضا أعضاء الهيئة المكلّفة بالانتخابات، قبل أن ينطلق نحو المطار".
عبد الله واد الذي كان أعلن في وقت سابق أنه يعود للسنغال للمطالبة بالافراج عن معاونيه السابقين، ومن بينهم ابنه كريم، وزير البنية التحتية والتعاون الدولي والنقل الجوي والطاقة من سنة 2009 إلى غاية 2012، والمسجون منذ إبريل/ نيسان 2013.
"واد" غادر داكار دون رؤية ابنه، والذي من المنتظر تقديمه للمحاكمة في 31 يوليو/ تموز القادم بتهم الاثراء غير المشروع، وفقا لمراسل الأناضول. وقال المتحدث باسم وزارة العدل "سورو ديوب" للصحافة في نهاية نيسان/ أبريل إن "السيد واد لم يقدم طلبا للوزارة لزيارة ابنه".
وقال "عبد الله واد" قبل عودته إلى السنغال، والتي كانت تأجّلت لمرات عديدة، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية أنّ "ماكي سال (الرئيس السنغالي الحالي) استخدم فكرة تعقب المكاسب غير المشروعة لإدانة كريم وحرمانه من حقوقه المدنية، وبالتالي من الترشح لانتخابات 2017 (...) فإن كان وضع ابني كريم في السجن، فلأنّه رأى فيه المنافس الوحيد القادر على مواجهته".
"واد" اتهم أيضا السلطات السنغالية بعدم منح طائرته الخاصة ترخيص الهبوط، في محاولة لتقويض عودة الرئيس الذي قاد السنغال من العام 2000 إلى 2012.