أعلن الرئيس النيجيري، جودلاك جوناثان، يوم الخميس، حربا شاملة على الإرهاب، الذي قال إنه "يقوض المكاسب الديمقراطية في البلاد"، في حين ترك الباب مفتوحا للحوار والمصالحة مع المتشددين الذي يبدون استعدادا لنبذ العنف.

وفي خطاب بثه التلفزيون النيجيري، بمناسبة احتفال البلاد بمرور 15 عاما من الحكم المدني، بعد عقود من الدكتاتورية العسكرية، قال جوناثان: "بلدنا العزيز نيجيريا تواجه تحديا جديدا. وتشن علينا حرب"، في إشارة إلى موجة من أعمال العنف والهجمات الإرهابية تجتاح البلاد منذ سنوات تحمل السلطات مسلحي "بوكو حرام" مسؤوليتها.

وأضاف: "عناصر أجنبية متطرفة، تتعاون مع بعض مواطنينا المضللين، تركز على محاولة إسقاط بلادنا والديمقراطية والحرية التي نعتز بها ونحتفل به اليوم".

وتحتفل نيجيريا بـ"يوم الديمقراطية " في الـ29 من مايو/ آيار من كل عام، وهو اليوم الذي سلم فيه الجيش رسميا السلطة إلى قيادة مدنية عام 1999.

وتابع جوناثان مهددا: "أنا عاقد العزم على حماية ديمقراطيتنا، ووحدتنا الوطنية، واستقرارنا الوطني عن طريق شن حرب شاملة ضد الإرهاب". ومضى قائلا: "وحدة واستقرار وطننا وحماية الأرواح والممتلكات أمور غير قابلة للتفاوض".

وبشأن ما يقول الكثيرون إنه يعكس الغضب الشعبي إزاء حقيقة أن عملية شاملة ضد المتمردين لم يؤمر بها بعد، قال الرئيس إنه قد سمح لقوات الأمن "باستخدام أي وسيلة ضرورية بموجب القانون لضمان أن يتم ذلك".

وزاد بالقول: "لقد أعطيت أوامر إلى قواتنا الأمنية لإطلاق عملية واسعة النطاق لوضع حد لإفلات الإرهابيين من العقاب على أرضنا". غير أن الرئيس جوناثان خفف من لهجة خطابه، وألقى بغصن زيتون (بادرة سلام) إلى المتمردين الراغبين في التخلي عن أسلحتهم.

وأردف: "بالنسبة لمواطنينا الذين يتعاونوا مع تنظيم القاعدة والإرهابيين الدوليين وفق اعتقاد مضلل بأن العنف يمكنه حل مشاكلهم، تبقى أبوابنا مفتوحة لهم للحوار والمصالحة إذا أعلنوا نبذ الإرهاب وقبول السلام" .

وتعهد الرئيس بطرح برنامج لإعادة تأهيل أي متشدد يقبل السلام، مما يشير إلى أن الرئاسة ربما تنظر في الوقت الراهن في موقف المعارضة النيجيرية، وهو أن الحل العسكري بمفرده لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة.

وتابع الرئيس: "بينما تواصل حكومتي في الوقت الراهن التدابير الأمنية، فإنها ستستكشف جميع الخيارات، بما في ذلك الاستعداد لقبول نبذ غير مشروط للعنف من قبل المتمردين وضمان حقهم في التحرر من أفكار التطرف وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج في المجتمع الأوسع".

ومؤخرا، حث حزب "المؤتمر التقدمي" النيجيري المعارض الحكومة على إعادة النظر في استراتيجيتها بشأن مكافحة التمرد (الإرهاب)، وبدء استخدام أساليب أخرى تشمل الحوار والحوافز والتقارب السياسي.

وتعني "بوكو حرام" بلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.

وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه بـ"الحكم السيئ والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة