"حلاوة روح" ليست الواقعة الاولى التي تصطدم خلالها السينما مع الرقابة ،فمنذ بداية السينما وهى تواجه العديد من الممنوعات والتابوهات سواء الفكرية أو الدينية وفي كثير من الأحيان السياسية ايضا.ففي عام 1926 قام الأزهر الشريف بمنع تصوير فيلم "محمد رسول الله" والذي كان سيقوم ببطولته الفنان يوسف وهبي وتم تبرير ذلك وقتها بتحريم ظهور الرسل والأنبياء والصحافة على الشاشة.أما في عام 1938 وبأوامر من وكيل وزير الخارجية تم منع عرض فيلم "لاشين" بدعوى أنه يهين الذات الملكية ولكن تدخل وقتها طلعت حرب لعرض الفيلم خاصة وأنه من انتاج شركته مصر للتمثيل والسينما.

كما واجه فيلم مصطفى كامل صعوبات في عرضه عام 1952 حيث اعترضت الرقابة عليه لعدم توخي الدقة والحذر في ذكر مشاهير الرجال العظماء إلا أنه مع ثورة يوليو اجازت عرض الفيلم.كما واجه افلام عديدة مشاكل رقابية وكانت النتيجة لجوء صناعها بعمل تغيير على القصة لإتاحة عرضها واشهرها "القضية والمتمردون" و"ميرامار" و"ثرثرة على النيل".كما أوقفت الرقابة ايضا تنفيذ فيلم "ابناء الصمت" عن حرب الاستنزاف ولم يفرج عنه الا بعد حرب 73 .

ومن الافلام التي واجهت تعسف رقابي بسبب السياسة كان "شئ من الخوف" حيث كتبت الرقابة تقرير بأن الفيلم يصف نظام الحكم آنذاك بأنه عصابة وبأن فؤادة هى مصر واتفق الجهاز الأمني والاتحاد الإشتراكي على ذلك إلا أن عبد الناصر طلب مشاهدة الفيلم واجاز عرضه، نفس الأمر ينطبق على فيلم "يوميات نائب في الارياف" والذي اجازه عبد الناصر بعد رفض وزارة الداخلية.كما واجه المخرج يوسف شاهين مشاكل وعقبات بفيلمه "العصفور" عام 1970 بالرغم من أن الفيلم يحمل بصمة يوسف شاهين ونجيب محفوظ إلا أن الرقابة بررت رفضها للفيلم بأن القصة غير محددة المعالم.

ولكن بعد عرضه مرة أخرى على الرقابة في مايو 1973 وافقت على عرض الفيلم بعد حذف مشهد منه.اما فيلم "المذنبون" فقد توقف عرضه بعد أن طرح في السينما عام 1976 وتم تحويل مديره الرقابة وقتها للمحاكمة التأديبية بسبب السماح بعرض الفيلم والذي يضم مخالفات تمس الآداب العامة وتنال من قيم المجتمع الروحية والتشكيك بها.كما واجه فيلم "السيد البلطي" مشاكل رقابية وهو للمخرج توفيق صالح والذي طبع منه ست نسخ بدلا من طباعة نسخة واحدة على عكس ما هو متعارف عليه حينها لتقوم الرقابة بسحب الفيلم من دور العرض.