هي كاتبة ذات طراز حقوقي إنساني مناهض للعنصرية، تنحدر من جنوب إفريقيا، ولدت في سنة 1923، من أسرة بيضاء، لأب يهودي الأصل وأم ذات أصول انجليزية. بدأت الكتابة في سن التاسعة ونشرت أولى قصصها في سن الخامسة عشرة بمجلة "فورام" الليبرالية، التي كانت تصدر في "جوهانسبورغ". تلقت تعليمها في البدء، في مدرسة للراهبات ذات نزعة مسيحية كاثولوكية. لم تتماشى ميولاتها الدراسية مع ما هو أكاديمي،  إذ سرعان ما توقفت عن ذلك، لتتفرغ للكتابة الإبداعية، بعد أن أمضت عاما واحدا في جامعة "ويتواترزراند".كتبت نادين عددا ضخما من الرويات والمجموعات القصصية، وفيما يلي نستطيع أن نذكر بعض إبداعاتها، ففي مجال القصة كانت قد كتبت "وجها لوجه"، و"فحيح الأفعى الناعم"، و"ستة أقدام على البلاد"، و"غير صالح للنشر"، و "شيء ما هناك". أمّا في مجال الرواية فقد ألفت "الأيام الكاذبة"، و"عالم الغرباء"، و"مناسبة للحب"، و"العالم البورجوازي الزائل"، و"ضيف شرف"، و"ابنة برجر"، و"شعب يوليو"، و"رياضة الطبيعة"، وقصة ابني".ولها أيضا العديد من الكتابات الأخرى، وأهمها كتابها النقدي الذي حمل عنوان "المفسرون السود"، ومذكراتها التي عنونت باسم "أوقات الحكي: الكتابة والحياة".تحصلت هذه الروائية على خمسة عشرة درجة جامعية شرفية من جامعات أميركية وبلجيكية وجنوب افريقية وبريطانية. أسست كونجرس كتاب جنوب إفريقيا.

أنتجت 13 رواية و10 مجموعات قصصية ترجمت إلى ما يقارب الأربعين لغة. وبالرغم من أنها لم تكمل دراستها إلا أنها حاضرت ودرست في العديد من الجامعات بالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، خصوصا في فترة الستينات من القرن الماضي.نالت جائزة نوبل سنة 1991، وتحصلت على وسام فيلق الشرف الفرنسي سنة 2007، ووسام الفنون والآداب في فرنسا. وفضلت العيش في جنوب إفريقيا منذ سنة 1948.تحصلت أيضا على جائزة "دابليو إتش سميث" الأدبية سنة 1961، وجائزة "بريميو مالابارت" الايطالية في سنة 1985، وجائزة "نيلي زاكش" الألمانية سنة 1986. وإضافة إلى ذلك، كانت قد فازت أيضا بجائزتي "بيرمو ليفي" و"ماري ماكارثي"، الأولى سنة 2002 والثانية في السنة التي تلتها.

قضية الأدب والكتابة

بالرغم من كونها تحمل أصولا يهودية وانجليزية، وبالرغم من أنها ولدت في عائلة ثرية، وبالرغم أيضا، من أنها ليست زنجية، إلا أنها فضلت الوقوف في صف الزنوج، متبنية قضاياهم، وناشطة ضد كل أشكال التمييز العنصري والظلم والجور الذي لحق بالأفارقة السود. لقد سمحت لها قراءاتها المتشعبة، وانفتاحها على جل الأنساق الفلسفية والفكرية والثقافات الإنسانية، كي تكون في صف الحرية والعدالة. ونكتشف ذلك من خلال جلّ أعمالها الروائية والقصصية ومواقفها الحقوقية والسياسية.إن مجموعتها القصصية التي حملت عنوان "صوت الحية الخافت"، والتي صدرت في سنة 1952، كانت المنطلق الأول الذي جعلها تنفتح على عذابات شعبها لترسم ويلاته ونضالا ته ومعاناته تحت الاستعمار. أما روايتها التي حملت عنوان "مناسبة للحب"، والتي صدرت سنة 1963، فقد تناولت موضوعا عاطفيا بين رجل زنجي وامرأة بيضاء، وهو موضوع محرّم في شكل ممارسته واقعا، نظرا للقوانين التي تجرّم الاختلاط العرقي، وهو ما يوحي بأن هذه الروائية، قد ذهبت قدما في نقد هذه الظاهرة، محاولة تقويضها أدبيا وإبداعيا، نظرا لأن الفن يمثل سلاحا قويا في هدم معظم القوانين التي لا تتماشى والعالم الإنساني. أما روايتها "إبنة بيرجر" الصادرة في عام 1979، فقد مارست نقدا لاذعا على خلفية انتفاضة "سيوتو" بجنوب إفريقيا، وهو ما دفع بالسلطات إلى حضرها، وحضر العديد من الأعمال الأخرى، وتصنيف "نادين" على أنها معارضة للنظام.

وروايتها "شعب يوليو"، تعدّ من أهم كتاباتها، إذ تميزت بجرأة فائقة، ونقد حادّ، للواقع الإفريقي الذي يمرّ  بأسوأ مراحله التاريخية. تبدأ هذه الرواية، برسم العلاقات الشائكة بين البيض والسود، ثم تنشأ عقدة الصراع بينهما، لأن الأبيض يرى نفسه الأقوى والأجدر بافتكاك الأرض والاستحواذ عليها، في حين أن السود، لا خيار لهم إلا البقاء والمقاومة، وهو مشهد يدل على تصادم لا مجال من الفرار منه. ولكن "نادين" بأسلوبها الساحر، أغلقت هذه الرواية وأنهتها برسم  الحلول، فلا مجال في نظرها للقضاء على هذه المعضلة إلا بتقويض أسبابها، والسبب هو التمييز العنصري، لذلك كان لا بد من تقوبض الأصوليات، وعقدة التفوّق، كي يتسنى التعايش المشترك بين مختلف الشرائح الاجتماعية باختلافاتها الطبقية والعرقية.