شكّك الكاتب الصحفي جمال الزائدي، في التصورات التي طُرحت التي على مواقع التواصل وبعض الصحف الالكترونية حول عالم مابعد كورونا، والتي توقعت انتهاء هيمنة الرأسمالية المتوحشة بقيادة الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب لصالح المنظومة الصينية الأكثر انسانية والأقرب الى قيم العدالة الاجتماعية.

ووصف الزائدي تلك التصورات بأنها:  "برق خلب لارعد بعده ولا غيث نافع يرجى منه "، قائلا: "هذا التفاؤل قائم على انحيازات أيديولوجية أقرب للأماني منها إلى التحليل الموضوعي المؤطر بمنهجية علمية واضحة"

وأشار الزائدي إلى أنه "منذ طوفان نوح الشهير مرت البشرية خلال الأحقاب بكوارث مدمرة أنعشت آمال المستضعفين في الارض بميلاد عالم جديد أقل قسوة وأكثر رحمة"

واستطرد قائلا: "لقد سجل التاريخ ومضات عابرة تمتعت فيها بعض المجتمعات بشيء من العدالة والتسامح والسلام القائم على المساواة تحت رعاية مصلحين عظام وأنبياء ورسل"، مضيفا: "لكنها ظلت تجارب تحتل هامشا ضيقا وغير مذكور ، أمام متن عريض ومسيطر ، وسم  الزمن الانساني المحكوم بالجريمة ومنطق البقاء للأقوى"

وقال الزائدي، إن تداعيات جائحة كورونا العالمية قد تنتهي إلى تقليم مخالب الهيمنة الامريكية على اقتصاد ومقدرات العالم، وقد تسفر عن انهيار الوحش الأمريكي الأسطوري نفسه وتشظيه إلى خمسين دولة هي بالضبط عدد الولايات التي تشكل كيانه العملاق"، متابعا: "لكن ذلك لن يكون إيذانا بقيام مملكة السماء التي ستمتلئ أنهارها بالعسل واللبن ويرعى في براريها الذئب والحمل ، فإذا ذهبت أمريكا ستأتي "أمريكات" أخرى ، وإذا استقال العم سام سيتقدم آخرون ليأخذوا مكانه، الطابور طويل قد يبدأ من الصين ولاينتهي إلى روسيا"

ورأى الزائدي أن "الهيمنة  ليست عقيدة ولا ديانة، بل تجل من تجليات القوة في وجهها الاقتصادي أو العسكري أو السياسي تحمل في قانون حركتها الذاتية نزوعا إلى الهيمنة والتوسع والاستحواذ،.وفي منظومة الأمثال الشعبية يقال " القوة تعلم الصراع"

وتوقع أن الصين ستتحول الى نسخة أكثر قسوة ربما من أمريكا المنتظر انهيارها ضمن الأماني المتفائلة بعالم مابعد كورونا"

واختتم منشوره بالقول: "بعد كل ذلك لن يتغير علينا شيء نحن الذين سننتقل من عبودية سيد إلى عبودية سيد آخر ، الا إذا كان لون بشرة من يسيطر على مواردنا الطبيعية ويتحكم في مستوى معيشتنا، أمر مهم ومفصلي في تحديد طريقة تعاملنا معه"