جدد المسؤول الليبي السابق مصطفى الزائدي، الهجوم على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، على خلفية تسليمه للمواطن المختطف أبوعجيلة مسعود، لأمريكا.
وقال الزائدي في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن تصريحات السيد عبدالحميد دبيبة حول جريمة تسليم المواطن ابوعجيلة المريمي ليتم التحقيق معه في دولة أجنبية تثير الشفقة، فالرجل من السذاجة يتوهم ان الناس قد يصدقون ما كتب له وقرأه بركاكة الأمر الذي لا ينطلي على عقول الأطفال .
وأضاف أمين الحركة الوطنية الليبية، أن محاولة تبرير ما أقترفه من جرم يؤكد ان الرجل قام بما قام به عن إصرار، ووفق صفقة يستفيد منها للبقاء في السلطة وتستفيد منها الادارة الأمريكية لنهب الأرصدة الليبية، ولمعالجة الحالة الشعبية التي تعصف بإدارة الديمقراطيين، ولإرهاب العالم بأنها قادرة على استجلاب من تريد لمحاكمتهم في أرضها وفقا لعقلية رعاة البقر ! .
أن محاولة دبيبة مقارنة جريمته النكراء بما تم في عهد النظام السابق لا يعدو كونه هراء لا ينطلي على أحد، فالنظام السابق تعامل مع قرارات مجلس الأمن الجائرة التي صدرت تحت الفصل السابع، ولم يقبلها على علاتها بل خضعت لتفاهم ضمنته دول مهمة ولم يسلم المتهمين لا إلى أمريكيا ولا إلى بريطانيا بل تمت المحاكمة في بلد ثالث .
وبين الزائدي، الذي سبق وأن تقلد منصب أمين "وزير" الصحة في ليبيا ونائب وزير الخارجية، أن قضية تعويضات قضية لوكربي كانت نتيجة قرار مجلس الأمن ودفعت من صندوق متفق عليه، ودبيبة يعلم أن شركات النفط الأمريكية دفعت النصيب الأكبر فيه، وفي ظل تسوية شاملة . أما الإدعاء بسذاجة رفضه للإرهاب يطرح سؤال بسيط طالما هو على رأس السلطة ومتيقن بأن المظلوم ابوعجيلة مدان لماذا لم يحاكمه في ليبيا؟، ففي السابق رفضت أمريكيا وبريطانيا المحاكمة في ليبيا بدعوى أن النظام ربما يكون متورط ولن تكون المحاكمة عادلة، الآن هذا الافتراض غير موجود وعلى العكس النظام مرتبط جذريا بامريكا فهي من نصبه ويحميه !.
وأضاف إن دبيبة يستخف بموقف النخب الليبية بمختلف توجهاتها ومواقفها التي انتفضت ضد الجريمة، ويشكك في وعيها وفهمها ويسفه دورها، والحقيقة إنه لم يدعم موقف الدبيبة ووزيرة خارجيته إلا ما يسمى جبهة الإنقاذ التي اسستها "السي اي ايه" في ثمانينات القرن الماضى للعمل ضد ليبيا وضد النظام .
كما إن الإدعاء بأن ابوعجيلة يصنع متفجرات تستعمل في الإرهاب، أمر يدعو للضحك أيضا، فهو لم يكن ضمن عصابة تصنع متفجرات، بل كان موظفا في جهاز أمني كان في صراع مع أكبر أجهزة الاستخبارات العالمية وفي مقدمتها "السي اي ايه" ، وأن الأجهزة الأمنية أجهزة شبه عسكرية، "السي اي ايه" من أهم أجهزة تصنيع السلاح وبحوث السلاح في العالم، ولعل الإعلان عن وجود مختبرات أسلحة جرثومية تديرها في أوكرانيا توضح ذلك .
ببساطة إن ما تم مخالف للقانون الليبي يشكل صريح، ومن المثير للاشمئزاز ما أعلنه دبيبة بأنه سيمكن أسرته من زيارته ويكلف له محامي !! القول بأن من عارض ما حدث تجار مخدرات وشعاراتيين، أو خائفين على أنفسهم كلام يثير الشفقة فهو هذيان من جانب ومن جانب آخر ما فعله دبيبة فتح الباب أمام إمكانية تسليم أي ليبي للخارج بأي إتهام ومن أي كان، فالناس لا تطمئن إلا بإعمال القانون وبالإجراءات الصحيحة.
واختتم الزائدي تدوينته قائلا: الحقيقة التي يخشاها دبيبة إن هذا الفعل وحد النخب الليبية السياسية والقانونية والاعلامية والاجتماعية والاكاديمية، وبين حرصهم على استقلال بلادهم وكرامة مواطنيهم، وهي مناسبة لأوجه الدعوة إلى النخب الليبية من كل التوجهات والاتجاهات إلى توحيد جهودها والنظر في هذا الوضع المتردي والعمل معا وتناسي الأحقاد والاختلافات وأن تتجه لبناء دولة قادرة على حماية مواطنيها عاجلا وليس آجلا . المجد للوطن الخزي على الخونة.