قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إن سوريا ستكون شاغل القمة العربية القادمة في تونس، في وقت يدور فيه نقاش حول إعادتها إلى عضوية جامعة الدول العربية.
وأوضح الرئيس التونسي في حوار أدلى به لصحيفة العرب اللندنية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن القمة العربية "ستتم في أحسن الظروف وستكون قمة جمع الصفوف كما ستكون سوريا شاغل القمة".
وقال السبسي: "لا نملك مواقف سلبية ضد سوريا أو أي كان. نحن مع الإجماع العربي، والقرار الذي ستعتمده الجامعة العربية سنعتمده".
وعلقت الجامعة عضوية سورية في 2011 إثر اندلاع الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، لكن دولاً عربية أعادت فتح سفاراتها في دمشق، كما أرسلت تونس بعثة قنصلية.
وهناك ترقب في عواصم عربية لموقف الجامعة المرتقب من سوريا قبل موعد القمة.
وعن الوضع الداخلي في تونس أقر السبسي بواقع سياسي جديد في السلطة اليوم عبر التحالف الثلاثي بين حركة النهضة، والائتلاف الوطني، وحركة مشروع تونس، وذلك بعد انسحاب حزبه حركة نداء تونس الذي فاز بانتخابات 2014.
لكن الرئيس الذي أسس النداء في 2012 أرجع هذا الواقع الجديد إلى سيطرة حركة النهضة، الكتلة الأولى في البرلمان، على الحكم ودعمها الخفي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، القيادي السابق في النداء والذي بدأ هو الآخر بتأسيس حزب جديد استعداداً لانتخابات هذا العام.
وشدد الرئيس التونسي في حواره على أهمية التحقيق القضائي في المعلومات عن امتلاك حركة النهضة لـ"جهاز سري" تتهمه أحزاب معارضة ومنظمات باختراق أجهزة الدولة والتجسس، والتستر على وثائق ترتبط باغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وهي اتهامات تنفيها حركة النهضة.
وقال الباجي: "أنا من موقعي رئيساً للجمهورية، بقطع النظر عن انتماءاتي الشخصية، أدعم الشفافية. الشعب يجب أن يكون على بينة من الطريق الذي نسير فيه. وهذه الشفافية تقتضي أنه إذا كانت هناك تفاصيل ثابتة بالوثائق لن نتخلف عن إشهارها لسلامة المسيرة التي نمشي فيها".
وتابع السبسي "يجب التأكد من وجود هذه الذراع السرية لسلامة الأوضاع أولاً، وثانيا نتأكد هل كان لهذه الذراع دور في الاغتيالات أم لا".
ولم يكشف الرئيس التونسي إذا كان سيترشح لولاية رئاسية ثانية رغم التأكيدات التي أطلقها قياديون في نداء تونس بمنحهم الأولوية المطلقة للسبسي، إذا أكد نيته الترشح لرئاسيات 2019.
وقال السبسي: "اليوم الذي أقرر فيه الترشح من عدمه، سيكون حافزي الحقيقي هو مصلحة تونس. إذا كانت مصلحة تونس أن نرى شخصاً آخر نساعده فسيكون ذلك. وإذا اقتضت المصلحة وجودي وقتها سأفكر في الترشح. ليست لدي موانع شخصية لكن المصلحة العامة هي التي ستحدد".