حظي المسلسل الدرامي المصري "السبع وصايا" بنسبة مشاهدة عالية في شهر رمضان الفضيل وأثار إعجاب النقاد الذين اعتبروا موضوع المسلسل "غير مسبوق" في تاريخ الدراما التلفزيونية المصرية.

وبدا منذ الحلقة الأولى للمسلسل، الذي كتبه السيناريست الشاب أمين راضي وأخرجه خالد مرعي، تأثر صناعه بعالم الصوفية، فالمسلسل يبدأ بقصيدة لفيلسوف الصوفية محي الدين بن عربي بعنوان "الفراديس" ويختم كل حلقة بنفس القصيدة.

ويتناول المسلسل، في إطار يخلط لحد كبير بين الواقع والخيال، قصة سبعة إخوة، أربع فتيات وثلاثة شبان، يخططون لقتل أبيهم المريض حتى يرثوا ثروته الطائلة، إلا أن خطتهم تبوء للفشل، فيهرب كل منهم ويتفرقون في أنحاء مصر المختلفة.

ويلجأ كل أخ من الإخوة السبع إلى أحد مقامات الأولياء الصالحين المقامة على أرض مصر، حسب سكاي نيوز.

وفي مظهر صوفي آخر، يهيمن الأب المغدور به على أحلام أبنائه ورؤاهم، موجها لهم من خلالها نصائح يستعينون بها لمواجهة واقعهم.

واستلهم صناع المسلسل الكثير من التراث الديني، فرقم "سبعة" ذو دلالة في هذا التراث، فالإخوة سبعة كالوصايا المتروكة لهم والمطلوب منهم تنفيذها وكالخطايا السبع المميتة.

وظهر أيضا مؤثر آخر في المسلسل وهو تيار "الواقعية السحرية" المستمد من أدب أميركا اللاتينية والذي يمثله كتاب لاتينيون مثل البرازيلي باولو كويلهو والمكسيكي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز.

وتميز العمل، على عكس مسلسلات رمضانية أخرى، بالبطولة الجماعية، إذ لا يوجد بطل فرد وإنما لكل شخصية من الشخصيات السبع الرئيسية دور هام ومحوري في الأحداث.

وامتاز السيناريو بإيقاع سريع لاهث، خاصة مع تقاطع المسارات التي تسلكها الشخصيات في المسلسل وتشابكها. وهو ما سبب إقبالا جماهيريا واسعا على المسلسل حيث وصل عدد متابعي صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الى أكثر من 112 ألفا.

وحظيت الموسيقى التصويرية للمسلسل التي ألفها الموسيقي المصري الشاب هشام نزيه ودمج فيها بين الإنشاد الصوفي والآلات الحديثة بإعجاب الجمهور، وتصدرت هذه الموسيقى قائمة الأكثر استماعا على موقع "ساوند كلاود" على شبكة الإنترنت.