شارك الثلاثاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، في افتتاح أعمال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، ورئيس الدورة الجديدة البروفسور تيجاني محمد باندي، وممثلي الدول الأعضاء بالمنظمة الأممية.
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء،لم يخرج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج عن مواقفه السابقة.
حيث أعلن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، أنه لن يشارك في أي حوار سياسي يكون فيه خليفة حفتر، الذي وصفه السراج بـ"المتمرد ومجرم الحرب وقائد مليلشيا دموية"يسعى للسلطة.
وأعرب السراج خلال كلمة له ألقاها بمقر الأمم المتحدة، عن قلقه من تدفق السلاح إلى ليبيا، مطالبا بإرسال فريق أممي للتحقق من الانتهاكات التي تحدث في العاصمة طرابلس، وأنه يأسف لتدخل العديد من الدول وإزكاء الصراع في ليبيا.
وقال السراج إن الاعتداء الذي نفذه حفتر على العاصمة في إبريل جاء في وقت تستعد به البلاد لعقد المؤتمر الوطني الجامع ما يعد انقلابا على الشرعية، ومحاولة منه لإقامة دولة عسكرية.
رفض فائز السراج في كلمته الجلوس مجددا مع مجرم الحرب فهو بحسب وصفه ليس شريكا في السلام، ولا مكان في الحوار معه بسبب سعيه لعسكرة الدولة.
وطالب السراج الأمم المتحدة بإدراج حفتر على لائحة العقوبات نظرا لما ارتكبه من جرائم حرب وإرسال بعثة إلى ليبيا لتقصي الحقائق، كما طالب المدعية العامة بالإسراع في عمليات التحقيق، مشيرا إلى انتشار عمليات القتل والتعذيب والإخفاء القسري في مناطق سيطرة حفتر.
من جانب آخر،ندّد رئيس حكومة الوفاق الوطني"بتدخل" الإمارات وفرنسا ومصر في ليبيا، وقال السراج، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:"من المؤسف أنّ دولاً أخرى تواصل التدخّل" في شؤون ليبيا، مسمّياً كلّاً من الإمارات العربية المتحدة وفرنسا ومصر، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".
ولم يبد رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، أي موقف جديد يخص إمكانية العودة مجددا إلى مسار التحاور والتفاوض مع خصمه لكنه أقر بتلقّيه دعما كبيرا من تركيا وواصل في مسار التصعيد وتوجيه الاتهامات لحفتر ولدول أخرى.
وخلال اجتماعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش أعمال الدورة الـ74 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أقر السراج بتلقي دعم كبير من تركيا واصفا أردوغان بالصديق وقت الضيق.
ويبدو أن مغازلة السراج للرئيس التركي، قابلتها وعود جديدة من أردوغان بمواصلة تدخل دولته وانحيازها إلى طرف ما في النزاع الليبي وهو ما يتعارض مع مساعي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وقال الرئيس التركي خلال لقائه بالسراج "نحن ندعم حكومة الوفاق الوطني وندعم السراج بكل قوة".
وحذر رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة من تواصل المعركة المسلحة الجارية في محيط طرابلس ومن تدفق الأسلحة.
في نفس الإطار،قال المحلل السياسي المستشار حامد فارس، في تصريحات صحفية الخميس، إن كلمة رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء، لا تعبر عن رؤى وتطلعات الشعب الليبي، بل تعكس توجهات فصائل سياسية، منها جماعة الإخوان.
وأضاف فارس، أن ما قاله فائز السراج عن مصر ودعمها للمشير خليفة حفتر جاء بطلب تركي وتحديداً من الرئيس رجب طيب أردوغان، لتصفية حساباته مع مصر.
واعتبر فارس أن قرار رئيس المجلس الرئاسي ليس بيده بل بيد الفصائل المسلحة وجماعة الإخوان، مؤكداً في الوقت ذاته، أن مصر لا تزال تنظر إلى ليبيا باعتبارها دولة شقيقة وجارة وتربطها معها حدود مشتركة.
في المقابل،قال حفتر في بيان أصدره للرأي العام الدولي، غداة كلمة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "لا بد من الحوار والجلوس ولا بد أن تكون للعملية السياسية مكانتها، ولا بد من الحوار الوطني الشامل الذي يحافظ على الوحدة الوطنية للتراب الليبي".
وتزامن موقف خليفة حفتر مع تسارع التحركات الدبلوماسية والاجتماعات الدولية التي تجريها إيطاليا وفرنسا وألمانيا ومصر وخلق إجماع دولي على ضرورة إنهاء الحرب على طرابلس للشروع في مسار سياسي جديد.
في ذات الصدد،يرى مراقبون أن خطاب السراج جاء لترضية حلفائه الإقليميين و هو خارج إطار التوجه الدولي الذي يدفع نحو الحل السياسي في توحد للمجتمع الدولي قلّ مثيله تجاه الملف الليبي متمثلة في التحركات الدبلوماسية والاجتماعات الدولية التي تجريها إيطاليا وفرنسا وألمانيا ومصروخلق إجماع دولي على ضرورة إنهاء الحرب على طرابلس للشروع في مسار سياسي جديد