أكد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أن الأزمة الراهنة في ليبيا تعود لعدة أسباب منها تخلي المجتمع الدولي عن الليبيين، بعد 2011، وأضاف أن العامل الآخر الذي ساهم في تأجيج الأزمة، هو التدخل السلبي الخارجي في الشأن الليبي.
وقال السراج خلال كلمته في لقاء نظمته جامعة جونز هوبكنز البحثية الأمريكية إليه بحضور نخبة من المفكرين السياسيين والباحثين والمهتمين بالشأن الليبي، إن الهدف من سرد تفاصيل هذه العوامل هو معرفة جذور التدهور الذي حدث، لتصل البلاد إلى ما تواجهه اليوم من مشكلات.
وقدم السراج لمحة لما تعرض له المسار السياسي من عراقيل، حيث لم تلتزم الأجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي بالاستحقاقات الواردة في الاتفاق، وتبنى بعضها طريق المساومات والمناورات والمزايدات والتجاذب.
وتحدث عن اللقاءات التي عقدت في باريس وباليرمو وأبوظبي، مؤكدا أن أطراف المشهد السياسي واصلت التنصل من التزاماتها، في غياب الموقف الدولي الحازم تجاه المعرقلين.
وتناول السراج في كلمته محاولات إنهاء الجمود السياسي وصولاً إلى المؤتمر الوطني الجامع، إلى أن بدأت اشتباكات طرابلس حيث تبددت آمال الليبيين مع بدء العدوان الذي شنته ميليشيات مجرم الحرب على مدينة طرابلس وضواحيها ناسفاً أي فرصة للحل السياسي السلمي، لينقل الصراع من صراع سياسي إلى عسكري.
وجدد السراج الدعوة لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، ليتعرف المجتمع الدولي على حجم الانتهاكات المرتكبة في ليبيا
وقال السراج إن مهمتنا في المرحلة الانتقالية حسب الاتفاق السياسي هي وضع القواعد والأسس للدولة المدنية المنشودة، ومن أهمها إنجاز الدستور، والإشراف على الاستفتاء حوله، وإجراء الانتخابات العامة.
وعرض ما قامت به حكومة الوفاق من معالجات في العديد من الملفات الأساسية من بينها الوضع الأمني والإصلاح الاقتصادي، معرباً عن تطلعه لشراكة مع الدول الصديقة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال استثمارات مشتركة، وبرامج ومبادرات في المجال الاقتصادي والبنية التحتية، والنفط والغاز والطاقة، والقطاع المالي، وقطاع الخدمات والاتصالات والسياحة.
وأكد أن ليبيا تمتلك مقومات النهضة وعوامل الجذب، بما يتوفر لها من كفاءات وامكانيات وثروات طبيعية، وموقع متميز وأنه بإمكان الليبيين أن يرتقوا ببلدهم لتكون في مصاف الدول المتقدمة.