التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، صباح اليوم الاثنين، رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني، الذي وصل في وقت سابق إلى العاصمة طرابلس على رأس وفد كبير يضم سعادة سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا السيدة بيتينا موشايدت ومسؤولين بالبرلمان وبالبعثة الأوربية وحضر عن الجانب الليبي عدد من كبار مسؤولي المجلس الرئاسي ووزارة الخارجية.
وأعرب تاياني- خلال اللقاء الذي عقد بمقر المجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس- عن سعادته بزيارة ليبيا ولقاء السراج، مبدياً تطلعه لأن تسهم هذه الزيارة في توطيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، وتوحيد الرؤى تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وإيجاد حلول شاملة للمشاكل، قائلاً إن استقرار ليبيا وشمال أفريقيا فيه استقرار لأوروبا، وتقدم رئيس البرلمان الأوروبي بثلاثة مقترحات أولها عقد ندوة في بروكسل لبحث التنمية وتحريك عجلة الاقتصاد في ليبيا، يمكن على هامشها عقد لقاءات مع الشركات والمؤسسات الأوربية، وبالإمكان أيضاً حضور هذه الشركات إلى ليبيا.
وفي هذا الإطار أعلن تاياني عن رصد مليار يورو لصالح ليبيا والإقليم حيث سيوفر الاتحاد الأوروبي نصف هذه القيمة والنصف الآخر ستوفره الدول الأوروبية، والمقترح الثاني يتعلق بالمجال الصحي وعلاج الأطفال والمرضى الليبيين في المستشفيات الأوروبية، ويتعلق المقترح الثالث بدعم الانتخابات بمراحلها المختلفة. وتحدث رئيس البرلمان الأوروبي عن ضرورة التحرك والعمل تحت مظلة الاتحاد الاوروبي.
من جانبه رحب السراج برئيس البرلمان الأوروبي والوفد المرافق له معبراً عن سعادته بلقائه في ليبيا، مؤكد على ما قاله تاياني من أهمية وجود مظلة أوروبية، وحتى لا يكون هناك اختلاف في وجهات النظر حيال القضايا التي تهم ليبيا، قائلا "إن ليبيا تتطلع إلى علاقة شراكة حقيقية مع الاتحاد الأوروبي يلمس المواطن الليبي نتائجها الايجابية على الأرض ويمكن البدء بلجان وفرق عمل مشتركة تغطي مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والتقني والأمني والعسكري إضافة للعمل الإنساني ويمكن أن توزع الأدوار داخل الاتحاد الأوروبي بهذا الاتجاه".
وتابع السراج، "إن إنعاش الاقتصاد يقود للأمن فهما وجهان لعملة واحدة، وتناول سيادته ما طرحه تاياني من مقترحات مؤكداً على أهميتها، مشيراً إلى أن هناك مجالات يمكن تحقيق انجازات سريعة حيالها مثل الاتفاق على منح دراسية بتخصصات ومراحل مختلفة للطلبة الليبيين في الجامعات الأوروبية ، وتسهيل تأشيرات الليبيين للدخول إلى فضاء تشنغن، وعودة الملاحة الجوية بين ليبيا والدول الأوروبية، كما اقترح سيادته أن يبدأ التعاون في المجال الصحي بقدوم فريق أوروبي يضم مختلف التخصصات إلي ليبيا حيث يتم ترتيب زيارات لمختلف المستشفيات والمصحات وتجمع الحالات المستعصية من مختلف مناطق ليبيا لعرضها ليعود الفريق مجهزاً لإجراء العمليات اللازمة، إضافة إلى العلاج بالمستشفيات الأوروبية مثلما اقترح تاياني، وتناول الاجتماع ملف الهجرة غير الشرعية، حيث قال السيد الرئيس إن القضية تؤرق الليبيين مثلما تشغل الأوربيين، وتناول إبعاد وتداعيات هذه الظاهرة مؤكداً بان الحل الأمني رغم أهميته لا يكفي لمعالجة هذه الظاهرة حيث يجب الاهتمام بالعامل الاقتصادي ودعم دول المصدر ببرامج للتنمية توفر فرص عمل لشباب هذه البلدان وحتى لا يضطروا لمغادرتها وتطرقت المحادثات إلى مكافحة شبكات الاتجار بالبشر التي يمتد نشاطها في أكثر من بلد وتم الاتفاق على التعاون بين الأجهزة الليبية والمختصين بالاتحاد الأوروبي لوضع قوائم للقبض ومحاكمة الرؤوس المحركة لهذه العصابات".
من ناحية أخرى رحب السراج، بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمفوضية العليا للانتخابات بالنسبة للأمور الفنية وإيجاد منظومات وغيرها وأيضاً المساهمة في المراقبة مع بعثة الأمم المتحدة لضمان نزاهتها.
وأشار إلى أن إجراء الانتخابات يتطلب أن يفي مجلس النواب بالتزاماته بإصدار قانون للاستفتاء على الدستور أو إجراء تعديل على الإعلان الدستور وإصدار قانون للانتخابات، حيث يجب أن تجرى الانتخابات على قاعدة دستورية سليمة.
كما تناولت المحادثات التطورات في منطقة الهلال النفطي حيث اتفق الطرفان على ضرورة إعادة الأمور إلى نصابها بتولي المؤسسة الوطنية للنفط مسؤولية الموانئ النفطية تحت الإشراف الحصري لحكومة الوفاق، مؤكدين أن تداعيات ما حدث تؤثر سلبياً على المناخ السياسي والأوضاع الاقتصادية.