قال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، طاهر السني، إن المجـموعـة الـعربـية تؤكد عـلى دعـم ثـبات الـشعب الفلسـطيني عـلى أرضـه والتحذيـر من أي محاولات لتهجيره القسري والتصدي الجماعي لمحاولات ترحيل الأزمـــة إلـــى دول الـــجوار، ومفاقمة قيـضية اللاجـئين.

وأضاف السني في كلمته بالنيابة عن المجموعة العربية، خلال جلسة عامة للاستماع لاحاطة بشأن الحالة الإنسانية في قطاع غزة أن المجـموعــــة العربــــية تطالب بحماية المدنـيين وتــــوفــــير مــــمرات إنــــسانــــية آمــــنة تــــسمح لــــهم بالتنقل فــــي القطاع والعودة لبيوتهم، دون أن يــتعرضــوا لأي أذى وذلــك حســب قــوانــين الأمــم المتحــدة واتــفاقــية جــنيف بــشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.

وطالب السني الجميع بأخــــــذ موقف إنـساني واضح وحازم بـالـضغط عـلى إسرائيل لـلالـتزام بـتنفيذ الـقرارات الـدولـية والـعمل عـلى الوقـف الفوري لإطلاق  النار ورفـع الحصار عــــن قطاع غــــزة، وبإدخال المـساعـدات الإنـسانـية دون شـروط، وبـشكل كـاف ومسـتدام دون أي عـائـق، وإيقاف كل عمليات التهجير القسري.

وأضاف السني "نتحـــدث الـــيوم فـــي جـــلسة احـــاطـــة انـــسانـــية ولـــكن فـــي وقـــت غـــابـــت فـــيها الانــسانــية" مضيفا "يــمر عــلينا أربــعون يــوما مــنذ بــدء الــعدوان عــلى قــطاع غــزة، وهــا نـــحن قـــد دخـــلنا فـــي مـــرحـــلة جـــديـــدة، ازداد فـــيها الـــدمـــار والـــقتل والـــتهجير، أضعاف ما رأيناه في الفترات الماضية.

وأشار السني إلى أن عــــدد الــــضحايــــا المــــدنــــيين بلغ قــــرابــــة 12,000 شــــهيد، بــينهم حــوالــي 5000 طــفل. نــاهــيك عــن وجــود أكــثر مــن ألــفي شــخص تــحت الأنــقاض، وقــد أصــبح الجــميع يتحــدث عــن هــؤلاء الــضحايــا كمجــرد أرقـام وتـناسـوا أنـه كـان لـكل روح فـيهم قـصة وآمـال، ووراء كـل روح مـنهم عــائــلة وأصــدقــاء وأحــلام  أحــلام تــلاشــت فــي لحــظة، تــحت شــعار "حــق الــدفــاع عــن الــنفس"، بــالله عــليكم كــيف لمــحتل حــق الــدفــاع عــن الــنفس؟ وأيــن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن النفس؟".

وأشار السني إلى أن العمليات بدأت تسـتهدف بشكل مباشـر المســـتشفيات والمـــرافـــق الـــصحية وكوادرها، والـــتي خـــرج مـــعظمها عـــن الخـــدمـــة بـــشكل تــام. ومــا شهــده مجــمع الــشفاء مــن انــتهاكــات بــعد اقــتحامــه خــير دلــيل.

وبين السني أن "العالم شــــاهــــد المــــناظــــر المــــروعــــة لــــلأطــــفال الــــرضــــع الــــذيــــن اخــــرجــــوا عــــنوة مــــن الـحواضـن بـعد قـطع وسـائـل الـحياة عـنهم وتـركـوا لمـصيرهـم المـحتوم، وكـل ذلـك بـحجج واهـية عـن وجـود مـقاتـلين وقـواعـد عـمليات بـداخـلها وقـد تـابـعتم جميعا زيـف هــذه الاقــاويــل والمســرحــية الهــزلــية الــتي تــابــعتها، حــتى خــرج عــلينا متحــدث عـسكري يظهـر دلـيل وجـود قـائـمة بـالـلغة الـعربـية بأسماء المـقاتـلين داخـل أحـد غـــــــرف المســـــــتشفى، ليظهـــــــر بـــــــعد ذلـــــــك أنـــــــه تـــــــقويـــــــم ومـــــــكتوب عـــــــليها أســـــــماء الاسبوع، إنها حقاً مهزلة ... فأين ضمير العالم مما يحدث؟".

وتساءل السني "أيــــن ضــــمير الــــعالــــم مــــما يحــــدث؟ أيــــن شــــعارات حــــقوق الانــــسان الــــتي نـسمع عـنها يـومـياً.. لـقد سـئم الجـميع مـن هـذه الـشعارات الـفارغـة وازدواجـية المـعايـير والـذرائـع المـقدمـة، وحـان الـوقـت لاسـتفاقـة الـعالـم لإنهاء هـذه الـكارثـة الإنسانية".

وشدد السني على أن المجـموعـة الـعربـية تدين "بـأشـد الـعبارات اسـتهداف الـعامـلين فـي مـجال الإغـاثـة الإنـسانـية، والـكوادر الـطبية وأطـقم الإنـقاذ والـدفـاع المـدنـي والإســـعاف، وتـــديـــن اســـتهداف المـــرافـــق الإغـــاثـــية، بـــما فـــي ذلـــك مـــرافـــق الأمـــم المتحـــــدة ومـــــلاجئ الأونـــــروا ومـــــخيمات الـــــلاجـــــئين" معتبرا أن "كل ذلك انـــــتهاك مـــــتعمد وصـــارخ لـــلمعايـــير الأخـــلاقـــية والمـــعايـــير الـــدولـــية لـــلقانـــون الـــدولـــي الإنـــسانـــي، تصل لجرائم حرب وإبادة جماعية".

وأضاف السني "رغــم أن الجــمعية الــعامــة قــد اعــتمدت مــنذ ثــلاث أســابــيع بــأغــلبية الــثلثين الـقرار الإنـسانـي المـقدم مـن المجـموعـة الـعربـية الإسـلامـية، والـذي نـص عـلى هـــدنـــة إنـــسانـــية فـــوريـــة ووقـــف الانـــتهاكـــات وإدخـــال المـــساعـــدات، ورغـــم أيـــضاً اعـــتماد مجـــلس الأمـــن مـــنذ يـــومـــين قـــرار يـــدعـــو إلـــي هـــدن إنـــسانـــية مـــؤقـــتة مـــن أجـــــل إنـــــقاذ مـــــا يـــــمكن إنـــــقاذه وبـــــالأخـــــص الأطـــــفال، إلا ان قـــــوات الاحـــــتلال الإســرائــيلي ضــربــت بــكل ذلــك عــرض الــحائــط وأعــلنت رفــضها لــقرار المجــلس حـتى قـبل انـتهاء جـلسته الـتي اعـتمد فـيها الـقرار، فـالـسؤال الآن مـاذا بـعد؟ ومـا هـي مـواقـف الـدول الـتي لازالـت مـترددة فـي إحـقاق الـحق وتـطبيق قـواعـد حـــقوق الانـــسان، والاســـتجابـــة لـــنداءات الاســـتغاثـــة مـــن الأبـــريـــاء مـــن الأطـــفال والــــنساء، كــــثير مــــنهم يــــلفظون أنــــفاســــهم الأخــــيرة تــــحت الأنــــقاض".

وأردف "لا زال هــــناك مــــنكم مــــن يــــبرر ويــــدافــــع عــــن هــــذه المــــجازر ، عــــار عــــليكم .... الــــتاريــــخ يسجل".

ودان السني مـــا يحـــدث فـــي الـــضفة الـــغربـــية المـــنسية، والـــتي تشهـــد تـــصعيد فـــي الهجـــمات المـــمنهجة والمـــتواصـــلة مـن قـبل قـوات الاحـتلال الاسـرائـيلي وجـماعـات المسـتوطـنين المـتطرفـة، مؤكدا أن هذه الأعمال لن تتوقف طـــالمـــا أن قـــوات الاحـــتلال تـسمع مــن الــــــبعض تــبريـرات لمـا تـرتكبه من جرائم، دون أي مساءلة وطالما اســــتمر الــــدعــــم الــــلامحــــدود لــــها والــــصمت عــــلى أفعالها، فستتمادى في أفعالها دون رادع أو حسيب أو رقيب.

وشدد السني على أن المجـموعة الـعربـية تؤكد أنـه لا يـمكن اخـتزال مـا يحـدث فـي غـزة فـــي أحـــداث الـــسابـــع مـــن أكـــتوبـــر المـــاضـــي، حيث أن هـــناك أكـــثر مـــن 200 فلسـطيني قـتلوا قـبل هـذه الأحـداث، وهـناك أكـثر مـن 300 طـفل محتجـز فـي الـــسجون الاســـرائـــيلية، ولـــم يتحـــدث أحـــد عـــنهم.

ولفت السني إلى أن مـــا حـــدث هـــو نـــتيجة لأكــثر مــن ســبعة عــقود مــن الاحــتلال والقهــر والــقمع وانســداد أفــق الحــل، لــذا فـــإن الحـــل الـــعادل الـــوحـــيد والـــشامـــل والـــدائـــم إن صـــدقـــت الـــنوايـــا، هـــو إنهاء الاحـتلال وإقـامة الدولة الفلسطينية المسـتقلة ذات السيادة وعـاصمتها القدس الشريف.

وختم السني بالقول "نـحن الـيوم لـسنا هـنا لاسـتجداء عـطفكم لأنـنا كـلنا ثـقة فـي قـدرة الـــــشعب الفلســـــطيني عـــــلى الـــــصمود، ولـــــكننا الـــــيوم نتحـــــدث حـــــتى تتحـملوا مـسؤولـياتـكم، لأن هـذه المـأسـاة الانـسانـية سـتبقى وصـمة عـار عـلى جـبين كـل مـن شـارك فـيها أو دعـمها أو صـمت عـنها مـهما كـانـت المـبررات".