أكد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، على أهمية رفع الظلم التاريخي على إفريقيا والعمل على دعم إعلان سرت المعّبر عن الموقف الإفريقي الموحد من إصلاح مجلس الأمن.

وطالب السني خلال جلسة الجمعية العامة المنعقدة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بشأن المفاوضات الحكومية الدولية المتعلقة بمسألة إصلاح مجلس الأمن، بضرورة أن توضح الدول التي أعلنت دعمها لأفريقيا تفاصيل ذلك الدعم وألا تكتفي بالبيانات العامة، كما أكد أن العدالة يجب أن يُعمَل على إحقاقها وأن يكون هناك تمثيل للجميع يعكس الواقع الراهن.

وشدد السني على أن الإصلاح الفعلي يأتي بأن يكون لجميع الدول الأعضاء صوت وحقوق متساوية كما هو مفترض في الميثاق الأممي، لأن الدعوة للديمقراطية وتقديم مواعظ عن المساءلة والشفافية والمساواة يجب أن تبدأ بإصلاح المنظمة الأممية أولاً، فمن الضروري إعادة بناء نظام فعّال للأمم المتحدة متوازن يخدم فعلاً السلم والأمن في جميع أنحاء العالم.

وقال السني إن إفريقيا لطالما دعت إلى إصلاح مجلس الأمن لتصحيح الظلم التاريخي اللاحق بالقارة لعكس التغييرات في المشهد السياسي العالمي منذ ما يقارب ثمانية عقود. من أجل ذلك وفي عام 2005، اعتمد الاتحاد الأفريقي توافق إيزوليني وإعلان سرت في ليبيا، والذي حدد موقفه فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن.

وأضاف السني أن هذا الموقف الإفريقي المشترك يدعو إلى توسيع مجلس الأمن ليشمل مقعدين دائمين بامتيازات كاملة وحقوق متساوية بما في ذلك حق النقض الفيتو، بالإضافة إلى خمسة مقاعد غير دائمة إضافية للتمثيل الإقليمي المناسب ولكن من الجدير بالذكر أن إفريقيا مستعدة للتخلي عن حق النقض الفيتو إذا تم إلغاؤه تماًما لكل الأعضاء الدائمين الآخرين، وإنه من غير الفائدة من إضافة مقاعد دائمة دون حقوق كاملة، فلن يخدم ذلك الظلم التاريخي على أفريقيا ولن يشكل فرق عن المقاعد غير الدائمة الحالية.

وبين السني أن إعلان سرت كان شاملاً أيضا لذكره الحاجة إلى التمثيل المتساوي لأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ، إلى جانب تحسين طرق عمل مجلس الأمن ليكون أكثر شفافية وخضوعاً للمساءلة وفعالية.

وأضاف السني أننا نسمع المزيد من الأصوات من مختلف المجموعات والدول الأعضاء التي تعرب عن دعمها وتأييدها للتمثيل العادل لأفريقيا، من المهم أن نلاحظ أن موقفنا الأفريقي يرتكز على الإيمان بأن الظلم أدى إلى عدم مراعاة المنظار الإفريقي في اتخاذ القرارات في مجلس الأمن، كما وقد أعاق الافتقار إلى التمثيل أيضا قدرة المجلس على التصدي للتحديات التي تواجهها الدول الأفريقية، مثل الصراعات والفقر وتأخر في التنمية.

وأشار السني إلى أن إعلان سرت الذي اعتمد منذ18عاًما يشير أن نقص التمثيل الافريقي قد انعكس سلباً على القارة، وأن إفريقيا تحتاج لإسماع صوتها بشكل متزايد في الشؤون الدولية لمواجهة هذه التحديات. مضيفا تمثل إفريقيا 28٪ من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وحوالي 70٪ من المسائل المدرجة على جدول أعمال المجلس هي إفريقية، وبالتالي فالأمن والسلم الدوليين في جميع أنحاء العالم لن تتم معالجتها بشكل صحيح ولا بفعالية بدون هذا التمثيل العادل للقارة الإفريقية.

وتابع السني: إن كنا بالفعل ندعو إلى الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ونوعظ الأجيال القادمة بمفاهيم المساءلة والشفافية والمساواة وحقوق الإنسان، فيجب أن تكون البداية من هذه المنظمة" وأضاف "لا يمكننا الاستمرار بنفس الأسلوب والعمل الاعتيادي بعد الآن، نحن نعلم جميًعا مدى عدم فّعالية الجمعية العامة، وكيف أصبح مجلس الأمن ُمعطل بشكل متزايد، ومنذ 78 عاماً من نشأة هذه الهيئات، حيث عانت آنذاك العديد من البلدان من الاستعمار لاسيما في إفريقيا، وبعد ذلك شهدنا جميعاً الانقسامات والتحديات على مدى عقود من الزمن التي واجهت تقريباً جميع أجهزة الأمم المتحدة ومجلس الأمن على وجه الخصوص، ليبيا هي خير شاهد على ذلك.

وأضاف السني أن العدالة يجب أنُ يعَمل على إحقاقها وأن يكون هناك تمثيل عادل للجميع يعكس الواقع الراهن، لا نحتاج إلى كارثة دولية أو حرب عالمية لحدوث إصلاح جديد، والإصلاح ليس فقط عن طريق إضافة مقاعد في مجلس الأمن، ولكن الاصلاح يأتي بأن يكون لجميع الدول الأعضاء صوت وحقوق متساوية كما هو مفترض في الميثاق الأممي وتابع علينا إعادة بناء نظام فّعال للأمم المتحدة متوازن يخدم حقا السلم والأمن في جميع أنحاء العالم.