بعد سلسلة انتقادات كثيرة من طرف الصحافة المغربية المكتوبة على وجه التحديد، آخرها يومية الأخبار التي تناولت الممثلة والمخرجة السينمائية المغربية "سناء عكرود" في صفحتها الأخيرة والتي دأبت على تناول أسرار المشاهير، كما توحي طبيعة المعلومات المختومة بسؤال "هل تعلم". الركن تناول بعضا من الجوانب السرية المتعلقة بالحياة الخاصة للفنانة المغربية كقصر قامتها ونوع زجاج نظارتها، والمراتب التي كانت تتبوأها في مسارها الدراسي وصولا إلى مكان ولادتها.

وردا على هذا كله تقول سناء في حديث أقرب ما يكون إلى سيرة ذاتية: "يحدث في زمن باهت بعيد أن انظر لابن العم نظرة مختلفة متحفظة، يشوبها التوتر فيقبض قلبي ويجف حلقي وأفر، كانت الأنثى اللعينة بداخلي تنتفض وتنتصب ثائرة بين ثديي فاكتمها كتما داخل قميص رجالي مطموس الملامح؛ أنا قطعة صغيرة من الطاقة المتطرفة"

هكذا استهلت سناء سردها الطفولي بشغف الطفلة التي ولدت بإحدى مداشر تارودانت، المدينة الجافة ذات المناخ الصحراوي، يتقاسم سكانها التقاليد والعادات ولكن لا يمنع أحد من اختلاط الأطفال ذكورا وإناثا.

تسترسل بطلة "عيشة الذويبة" بالقول :"استطيع أن اجزم بأني لست جميلة، وبإن مقاييس الإثارة والإغراء تتجاوزني، لتربض عند قدمي فتيات الحي اللواتي كن ينافسن النخلة على الناصية هناك طولا واستقامة، اردافهن ممتلئة دفئا وأنوثة". عندما التحقت سناء بإحدى جامعات مراكش للدراسة، وجدت نفسها وسط الكثير من الحسناوات، وهي الآتية من مدينة صغيرة، مرتدية نظارات بقاع سميك، وبجسم نحيف وضئيل، يكاد يُخفي بعضا من جمالها كفتاة مراهقة حينها.

لم تكن سناء لتُغري، رغم ميولها الكبير لمصاحبة الذكور، "كنت صديقة الرجال، فقد كان علي أن أجد صيغة ملائمة تنقد ماء وجهي فلا تظهر تحرجي من رجال يكونون بصحبتي، فيتطلعون للقدود المياسة والعيون الكحلية المستديرة، بينما قدي يشغل نصف مقعد وعيوني الصغيرة تتربع خلف زجاج سميك يحجب الرجال والهواء"، تقول سناء عكرود.

لم يكن من العدل أن تبقى سناء بدون شيء يميزها عن باقي الجميلات اللائي كن يضايقنها بجمالهن الأخاذ، بروحها المرحة وخفة ظلها تقول سناء "أنا حيوان مزدوج الانتماء، أنثوي النشأة والجنس، وذكوري المذهب والعادة، لدي من الخيال ما يجعلني حرباء تتحول مع النساء لرجل فاخبرهن بإسرار الرجال ونقاط ضعفهم ومناوراتهم".

من يقرأ ما تدونه سناء على حسابها الخاص في شبكات التواصل الإجتماعي، يدرك جيدا أنّها تمتاز بحس سردي وأدبي جميل، دقيق في توصيفاته، وشاعريّ أحيانا عبر ما تزخر به مخيلتها.

عادت سناء في ختام سردها لتجعل من ضعف بصرها قوة لها، ومن شكل نظاراتها موضوعا للكتابة وهي التي قالت: "أن تكون ضعيف النظر فضعيف الاستقلال والحرية يعني بالضرورة حرمانك من السباحة في البحر رفقة الاصدقاء، أو الغطس في المسبح لإثارة إعجاب الشباب"