رغم  تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه يتوقع حصول حكومته على تفويض من البرلمان لإرسال جنود إلى ليبيا في الـ8 أو الـ9 من ينايرالمقبل، إلا أنه لم ينتظر قرار البرلمان مستبقا قراره - المعروف مسبقا-، حيث أكد موقع تلفزيون سوريا –الموالي للمعارضة- إن عشرات المقاتلين السوريين، وصلوا يوم الثلاثاء الماضي، بالفعل، إلى مطار طرابلس الدولي في ليبيا.
وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، عن قيام تركيا بنقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا الأسبوع الماضي، مبينا أن أعداد المتقدمين السوريين للقتال في ليبيا بلغ حتى الآن 500 شخص.
وقال عبد الرحمن في تصريحات تلفزيونية تابعتها "بوابة إفريقيا الإخبارية"، إن تركيا بدأت بالفعل منذ أكتوبر الماضي في نقل المجموعات المتطرفة من جنسيات غير سورية عبر الأراضي التركية بينهم عناصر سابقة بتنظيم "داعش"، إلا أن الجديد هو تطويع المعارضين السوريين الذين يعملون بمناطق سيطرة القوات التركية ليكونوا مرتزقة لأنقرة في طرابلس ليقاتلوا تحت جناح مؤسسات أمنية تابعة لتركيا في ليبيا.
وربط عبد الرحمن بين ممارسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا وسوريا، قائلا إنه "منذ بداية الثورة السورية" قام أردوغان بالتعاون مع القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بالحاج بنقل عناصر جهادية للأراضي السورية مشيرا إلى أن أردوغان قرر تكرار العملية في الاتجاه المعاكس عبر نقل مقاتلين من سوريا إلى ليبيا في إطار "الأحلام الأردوغانية" للسيطرة على ليبيا وسوريا ومصر وكامل منطقة الشرق الأوسط.
واتهم عبد الرحمن، أردوغان بالعمل على شق النسيج الاجتماعي في سوريا مشيرا إلى أن هناك مقاتلين سوريين في منطقة نبع السلام في شمال شرق سوريا قرروا الاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية ومحاولة الذهاب إلى إدلب كي لا تزج بهم في القتال في ليبيا لأن هناك من 400 إلى 500 شخص الآن باتوا في حكم المتطوعين في هذه المؤسسات الأمنية التركية وهم جاهزون للتوجه إلى ليبيا، بل إن قسما منهم توجه بالفعل إلى ليبيا عبر الأراضي التركية، كمجموعة استطلاع من منطقة سلطان مراد المنضوية تحت ما يسمى "الجيش الوطني السوري" الذي يعمل تابعا لتركيا والذي كانت مهمته الأساسية قتال النظام السوري وإذا به أصبح أداة في يد تركيا للقتال في ليبيا وربما مناطق أخرى في المستقبل.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، عن أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا.
وأضاف المرصد السوري، أنه تم افتتاح 4 مراكز في منطقة عفرين شمال حلب لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، حيث تم رصد توجه عشرات الأشخاص إلى تلك المراكز، للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية.
ونقل المرصد عن مصادر سورية مطلعة -لم يذكر اسمها- أن منطقة عفرين شمال حلب شهدت افتتاح 4 مراكز لاستقطاب المقاتلين، ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، حيث افتتح مكتب تحت إشراف "فرقة الحمزات" في مبنى الأسايش سابقاً، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقاً تحت إشراف "الجبهة الشامية"، كما افتتح "لواء المعتصم" مكتباً في قرية قيباريه، وفي حي المحمودية مكتباً آخر تحت إشراف "لواء الشامل".
وأكدت مصادر أن الفصائل الموالية لتركيا تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية، وتقدم مغريات ورواتب تتراوح بين 1800 إلى 2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهريا، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة.
 صحيفة "زمان" التركية بدورها، قالت إن تركيا ستقوم بنقل عدد من المقاتلين الموالين لها في شمال سوريا إلى ليبيا، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى ستبدأ بـ60 مقاتلًا فقط، لافتة إلى أن هناك رسائل تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي للمراسلات مثل: تيليجرام وواتساب، بين عدد من الجماعات المقاتلة في سوريا، تقول: هل تريد الذهاب إلى ليبيا؟، هل تريد أن تذهب إلى ليبيا وتحصل على 2000 دولار شهريًا؟
ماسبق كان ترغيبا، ترهيباً اُجبر بعض المقاتلين على الذهاب إلى ليبيا بعد أن هددتهم أنقرة "بحرمان أهلهم من العودة إلى مناطق شمال سوريا"، وفقًا لتقرير نقلته صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن.
أما على الصعيد الرسمي فهو كالآتي: "يسألوننا عمّا إذا كنا سنرسل الجنود إلى ليبيا.. نحن نتجه إلى المكان الذي نُدعى إليه"، هكذا تكلم الرئيس التركي، في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم عقب عودته من تونس، حيث قال وفقا لما نقلته وكالة أنباء الاناضول التركية الرسمية: "سنلبي دعوة ليبيا (لإرسال الجنود) بعد تمرير مذكرة التفويض من البرلمان فور افتتاح جلساته، من المتوقع أن نمرر تفويض إرسال جنود إلى ليبيا من البرلمان في 8 - 9 يناير لكي نلبي دعوة حكومة الوفاق.
وبشكل رسمي طلبت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، الخميس، من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري لمواجهة الجيش الليبي.
وأكد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن الاتفاقية البحرية الموقعة مع حكومة الوفاق تضمن عدم تقويض حرية حركة الملاحة لـ "تركيا" في أعالي البحار،  مضيفا، أن حكومة الوفاق طلبت الدعم العسكري التركي، وأن أنقرة ستحترم اتفاقاتها.
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة أن الحكومة التركية تسعى لتجنيد 8 آلاف مقاتلٍ سوري بهدف القتال في ليبيا في صفوف القوات التي يقودها فايز السرّاج رئيس حكومة "الوفاق" الليبية.
وقالت المصادر،السبت، إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعهّد لحكومة السرّاج بإرسال 8 آلاف مقاتلٍ سوري على أقل تقدير إلى الأراضي الليبية، وقد وصل منهم إلى الآن نحو 120 مقاتلٍ فقط".
وبحسب المصادر فإن أغلب من وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الساعة، هم تركمان سوريون، غادروا الأراضي السورية باتجاه مدينة غازي عنتاب التركية ومن ثم غادروا من هناك إلى أنقرة، ومنها بالطائرة إلى تونس، فالحدود البريّة مع ليبيا.
إلى ذلك، أوضحت تلك المصادر أن الاستخبارات التركية أوكلت مهمة تجنيد السوريين الّذين سيحاربون في ليبيا إلى فصيل "السلطان مراد"، وهو من الفصائل السورية الموالية لأنقرة ويقوده مقاتلون تركمان سوريون.
وأكدت أوساط سورية معارضة في واشنطن، في بيان، توجه مقاتلين سوريين إلى ليبيا، قائلة إن هناك معلومات مؤكدة عن توجُّه أكثر من 500 عنصر إلى ليبيا، مما يُسمّى بـ"الجيش الوطني الحر" الذي تشرف عليه تركيا مباشرة.
وتقول تلك الأوساط إن من بين تلك المجموعة مقاتلين من هيئة تحرير الشام "جبهة النُصرة سابقاً، وإن هؤلاء المقاتليون انتقلوا إلى ليبيا مع مسؤولين أتراك يتولون بأنفسهم الإشراف عليها.
وأضافت: "هؤلاء المقاتلون هم من المسلحين الذين تم إخراجهم من مناطق ما عُرِف بمناطق خفض التصعيد من حمص وحماة، وانضموا إلى قوات درع الفرات، ويتلقون تدريباتهم من تركيا".
واستطردت "على ما يبدو محاولة تركيا تأسيس ما يشبه الشركة الخاصة لإرسال مقاتلين شبيهة بالشركات الخاصة التي ترسل مقاتلين مرتزقة، ليتسنى لها تحريك المجموعات القتالية بالشكل الذي يناسب مصالحها، مشككين في أن تقوم تركيا بإرسال قوات تركية بشكل مباشر، على الأقل في هذه المرحلة، إلى ليبيا.
وتؤكد تلك الأوساط أن تركيا تستعد لإرسال دفعة ثانية من المقاتلين السوريين ليبيا.
وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن قرابة 200 مقاتل ينحدرون من شمال حلب (منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون) انطلقوا على متن طائرة تركية من مطار "غازي عنتاب" جنوب البلاد، وينتسب هؤلاء المقاتلون في الغالب إلى فصيلي "سليمان شاه" و"السلطان مراد".