بلغ السيل الزبى ، وأدرك الشعب الليبي أنه لم يعد ممكنا الصمت أمام تحويل إيرادات ثروته النفطية الى نار تحرق بلاده وتقتل أبناءه من رجال القوات المسلحة ، وتدفع منها أجور المرتزقة القادمين من شمال سوريا أو من دول الساحل والصحراء للتصدي لتقدم الجيش الوطني ، والتعويضات المزعومة للنظام التركي عن صفقات سابقة حالت الأوضاع الأمنية دون تنفيذها ، لذلك قرر وقف إنتاج وتصدير النفط ، معلنا بذلك التحدي أمام العالم ، فالنفط الليبي ليس أغلى من دماء الليبيين
الجمعة الماضي ، وجهت القبائل الليبية رسالة « مضمونة الوصول » الى مؤتمر برلين المنعقد اليوم لدراسة الوضع في بلادها ، بإغلاق الحقول والموانيء النفطية احتجاجا على استخدام حكومة الوفاق عوائد النفط لجلب ودفع رواتب المرتزقة ،
وأعلنت قبائل المنطقة الشرقية في بيان لها إن الأموال المتدفقة من إنتاج النفط يستخدمها فائز السراج لوقف تقدم الجيش الوطني الذي يخوض حربه ضد الإرهاب لتطهير المدن من المليشيات. ،وأكدت  أنها ترفض اتفاقية السراج مع تركيا، واصفة إياها باتفاقية الخزي والعار، مطالبة المجتمع الدولي بإلغاء الاعتراف بحكومة الوفاق
وقال الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد المسماري، أن الشعب الليبي هو من أغلق موانئ النفط، وأن على الجيش حمايته، وأن إقفال الموانئ النفطية عمل شعبي غاضب من التدخل التركي في ليبيا.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي إستثنائي مساء الجمعة ،  إن إغلاق المنشآت والموانئ النفطية  ،عمل شعبي تبنته المجالس في القبائل الليبية والمجالس المدنية ، مشددا على أنه “ عمل مدني نحن في القيادة العامة قلنا له سمعا وطاعة من خلال العمل علي الأرض لتنفيذ أوامر الشعب الليبي”، وفق تعبيره
وجاء قرار القبائل الليبية عقب إجتماعها في منطقة الزويتينة ( شرق )  تعبيرا منها عن رفضها إستعمال الثروة النفطية إنتاجا وتصديرا في تمويل التدخل التركي ودفع أجور المرتزقة الأجانب وتوريد الأسلحة لمواجهة الجيش الوطني
وقال مجلس مشائخ ترهونة ( وسط ) في بيان له  :« لا يمكن أن نسمح بأن تضحى بلادنا مرتعا للمرتزقة الارهابيين بأموالنا ونحن قادرون على منع ذلك،» داعيا  كافة القبائل الليبية الى أن تلتحم بالقبائل العربية في الشرق، وأن تقف معها صفا واحدا لحماية مقدرات البلاد ممن  وصفوها بـ” حكومة المليشيات ” وعبثها وخيانتها المعلنة للوطن.
كما أعلن الحراك المدني بالزنتان ( غرب ) تأييده للتحرك الشعبي المدني والاجتماعي لإيقاف ضخ وتصدير النفط والغاز ، وأعرب  في بيان له عن غضبه مما وصفه بعبث المجلس الرئاسي وحكومته التي وصفها بغير الدستورية بمقدرات وثروات ليبيا النفطية، وإدانته للتمويل الذي تتلقاه الميليشيات المسلحة بالسلاح والذخيرة والمال من دخل ليبيا القومي والوحيد (النفط) بتصريح ودعم المصرف المركزي ومؤسسة النفط في طرابلس، بحسب البيان.
ودعا الحراك إلى إيقاف ضخ وتصدير النفط والغاز من كافة حقول وموانيء النفط الليبية، مطالبا القوات المسلحة بحماية الجماهير الغاضبة التي قال إنها صاحبة القرار ومصدر التشريع والسيادة، مؤكدا على التحرك العاجل من كافة شرائح الشعب الليبي المدنية والاجتماعية لإغلاق وإيقاف مصادر ضخ وتصدير النفط.
وإتهم  مصدر بالمؤسسة الوطنية للنفطالجيش بأنه وجه أوامر  مباشرة من الجيش، لكل من قائد حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الشرقية ناجي المغربي، وعلي الجيلاني من غرفة عمليات سرت، وموظفي الموانئ والشركات، بإيقاف جميع عمليات التصدير.
لكن القيادة العامة للقوات المسلحة فندت هذا الإتهام ، وأكدت  أن القرار شعبي من خلال حراك مدني في مناطق يحظى فيها الليبيون بالحرية ، عكس المناطق الخاضعة لحكم الميلشيات والتي يمنع فيه السكان المحليون من التعبير عن أرائهم ومواقفهم
وكانت  المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس أدانت  الدعوات لإغلاق موانئ تصدير النفط استباقا لمؤتمر  برلين ، وقالت في بيان أصدرته المؤسسة بتوقيع رئيس مجلس إدارتها مصطفى صنع الله، أن "قطاع النفط والغاز هو شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد الليبي وهو كذلك مصدر الدخل الوحيد للشعب الليبي... المنشآت النفطية ملك للشعب الليبي ولا يجب استخدامها كورقة للمساومة السياسية".
وأضافت أن وقف إنتاج النفط وتصديره سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الليبي، مشيرا إلى أن إغلاق المنشآت النفطية يعتبر من الجرائم الاقتصادية في القانون الليبي.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، امس السبت، عن قلقها العميق إزاء وقف إنتاج النفط في ليبيا ، وحذرت من أن تكون العواقب وخيمة على الشعب الليبي الذي يعتمد كلياً على التدفق الدائم للنفط،
وأكدت البعثة في بيان لها أن هذه الخطوة ستنعكس تداعياتها الهائلة على الوضع الاقتصادي والمالي المتدهور أصلاً في البلاد.
وحث البعثة كافة الليبيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بينما تستمر المفاوضات الدولية في التوسط لإنهاء الأزمة الليبية التي طال أمدها، بما في ذلك التوصية باتخاذ تدابير لضمان الشفافية في تخصيص موارد الدولة. وتكرر البعثة التأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة وحيادية المؤسسة الوطنية للنفط.
وبعد ساعات من إغلاق حقول ومنشئات النفط في المنطقة الشرقية .أعلن حراك غضب فزان غلق حقلي الشرارة النفطي والفيل الواقعين بجنوب غرب ليبيا وذلك قبيل عقد مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا ، بما زاد من تعميق أزمة النفط الليبي التي إنطلقت منذ يومين غلق حقول وموانيء النفط قي شرق ووسط البلاد
ويبلغ إنتاج حقل الشرارة، أكبر حقول النفط في ليبيا، نحو 300 ألف برميل يوميا، بينما ينتج حقل الفيل نحو 70 ألف برميل
وبغلق الحقلين تكون ليبيا قد فقدت  أغلب مصادر صادراتها النفطية اليومية ، بينما قال رئيس لجنة متابعة أداء المؤسسة الوطنية للنفط بمجلس النواب يوسف العقوري إن إغلاق المتظاهرين لميناء الزويتينة النفطي بشرق البلاد هو امتداد لحراك شعبي يطالب بالعدالة في توزيع عائدات النفط بين مناطـق ليبيا والاهتمام بالمناطق المنتجة للنفط والغاز.
وحسب موقع مجلس النواب ، فقد أعرب العقوري عن قلقه من تأثير التراجع في إنتاج النفط على الاقتصاد الليبي، ومن الأضرار التي قد تلحق بحقول النفط نتيجة ذلك الإغلاق، محملا حكومة الوفاق والمجتمع الدولي مسؤولية ذلك، وأوضح أنهم سبق وأن طالبوا بعثة الأمم المتحدة في عدة مناسبات بإدراج هذا الأمر ضمن أولوية الملفات التي يجب العمل عليها دون جدوى.
وأكد العقوري أن المناطق التابعة لشرعية مجلس النواب تعيش أوضاعا صعبة نتيجة عدم إعطائها مخصصاتها المالية من قبل حكومة الوفاق.
وكانت  المؤسسة الوطنية الليبية  للنفط أمس السبت  حالة «القوة القاهرة» بعد إيقاف صادرات النفط من قبل القيادة العامة من موانئ البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة
وقال الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد المسماري، أن الشعب الليبي هو من أغلق موانئ النفط، وأن على الجيش حمايته، وأن إقفال الموانئ النفطية عمل شعبي غاضب من التدخل التركي في ليبيا.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي إستثنائي مساء الجمعة ،  إن إغلاق المنشآت والموانئ النفطية  ،عمل شعبي تبنته المجالس في القبائل الليبية والمجالس المدنية ، مشددا على أنه “ عمل مدني نحن في القيادة العامة قلنا له سمعا وطاعة من خلال العمل علي الأرض لتنفيذ أوامر الشعب الليبي”، وفق تعبيره
وفي بلاغ لها الإثنين ،قالت المؤسسة الوطنية للنفط، إنها ستضطر إلى «وقف إنتاج النفط الخام بالكامل عند بلوغ القدرة التخزينية القصوى».
وتابعت  أنها أعلنت حالة القوة القاهرة على موانئ الحريقة والبريقة والزويتينة والسدرة وراس لانوف بعد أن قام كلّ من رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية اللواء ناجي المغربي والعقيد علي الجيلاني من غرفة عمليات سرت الكبرى، يوم الجمعة الماضي، بإصدار تعليمات إلى الشركات التابعة للمؤسسة بإيقاف التصدير، لافتة إلى أن «القدرة التخزينية لهذه الموانئ محدودة».
ولفتت المؤسسة إلى خفض معدلات إنتاج النفط الخام قدر الإمكان تجنّبا لوقف الإنتاج بالكامل، مشيرة إلى أنّ عمليات الإقفال التي طالت الحقول ستتسبب في خسائر في إنتاج النفط الخام قدرها 1.2 مليون برميل يوميا، وخسائر ماليّة تقدّر بحوالي 77 مليون دولار يوميا.
وذكرت أنّ حالة القوّة القاهرة هي أحد بنود العقد الذي يربط المؤسسة بعملائها، والذي يعفيها من التزاماتها القانونية بتزويدهم بالنفط والغاز عندما تواجهها ظروف خارجة عن سيطرتها، بما في ذلك حالات الحرب، والإضرابات، وسوء الأحوال الجوية. «ويتم عادة رفع حالة القوة القاهرة بانتفاء الظروف التي أدّت إلى إعلانها.. ولا يمكن تطبيق القوة القاهرة بشكل انتقائي على العملاء».
في السياق نفسه، قال مصدر بالمؤسسة الوطنية للنفط إنه جرى إغلاق كل الموانئ المذكورة في بيان المؤسسة بالخصوص، ولم تغلق الحقول بشكل مباشر، ولكن التصدير توقف، وانخفض الإنتاج وسيتوقف قريبا من جميع الحقول في المناطق الوسطى والشرقية بعد امتلاء الخزانات.
وأوضحت المؤسسة أن تلك التعليمات صدرت إلى إدارات شركة سرت للنفط، والهروج للعمليات النفطية، والواحة للنفط، والزويتينة للنفط، والخليج العربي للنفط، وهي شركات تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط.
وذكر البيان أن وقف التصدير من هذه الموانئ «سيؤدي إلى خسائر في إنتاج النفط الخام بمقدار 800 ألف برميل يوميا، بالإضافة إلى خسائر مالية يومية تقدّر بحوالي 55 مليون دولار في اليوم».
فيما ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع، اليوم الاثنين، نتيجة تعطل الإنتاج في عدد من حقول النفط في ليبيا مما يجعل تدفقات الخام تقترب من التراجع إلى جزء بسيط من مستواها الطبيعي، حسب وكالة «رويترز».
ويبدو أن الشعب الليبي مصرّ على على قراره بالإستمرار في قطع سيل الموارد على حكومة السراج الممعنة في تبديد ثروات الشعب الليبي على المرتزقة والسلاح والميلشيات وإستعمالها لإسترضاء النظام التركي والإستقواء به على الشعب وقواته المسلحة وكذلك في مواصلة العمل بديبلوماسية الصفقات للبحث عن منفذ يخرجها من العزلة التي وجدت نفسها فيها.