أطلق وزير الصحة عبد اللطيف المكي, خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الداخلية اليوم الثلاثاء, صيحة فزع بخصوص الإنفلات الحاصل في الحجر الصحي العام من طرف فئة من المواطنين مما سيؤدي إلى مزيد إنتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد.

واعتبر المكي أنالفشل الحاصل في الإلتزام بالحجر الصحي العام كان بسبب عدم إلتزام فئة من المواطنين بإجراءات قواعد التباعد الاجتماعي, إضافة إلى رفض بعض المصابين التنقل للإقامة بالمستشفيات والمراكز الإستشفائية المخصصة للغرض.

وشدد المكي على أن الوضع الصحي في تونس بات خطيرا, لاسيما وأن 80 بالمائة المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين يدخلون غرف الإنعاش يفارقون الحياة.

كما كشف وزير الصحة عن وجود إصابات بفيروس كورونا المستجد مجهولة المصدر, مؤكدا أن عدم تعاون المصابين بفيروس كورونا المستجد مع الجهات الصحية يتسبب في ستة مستويات من العدوى.

ولفت إلى أن بعض المرضى بجربة غادروا الجزيرة خلسة رغم علمهم بإصابتهم بكورونا مما أدى إلى نقل العدوى بالفيروس إلى مناطق ومحافظات أخرى.

وشدد وزير الصحة على أن مكافحة فيروس كورونا المستجد قضية أمن قومي بإمتياز, داعيا المواطنين إلى الإلتزام بالضوابط التي وضعتها الوزارة والجهات المختصة للحد من انتشار الوباء.

وأشار المكي إلى أن مصالح وزارة الصحة متخوفة جدا من إمكانية فقدان النتائج التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية, مشددا على أن السبب الرئيسي وراء تدهور الوضع الصحي في البلاد وتزايد حالات العدوى يعود أساسا إلى تكتم بعض المواطنين عن إصابتهم بالفيروس ورفضهم التنقل للإقامة في المستشفيات.

ولاحظ أنه في حال استمرار الوضع على ماهو عليه من إستهتار بالحجر الذاتي, فإن عدم الإلتزام بقوانين وضوابط الوزارة والدولة للتصدي لوباء كورونا المستجد سيؤدي إلى نتيجة لا تحمد عقباها وهي نتيجة تقض مضاجع مسؤولي وزارة الصحة والمسؤولين في الدولة.

وشدد وزير الصحة على أن عدم التزام فئة من المواطنين بإجراءات الحجر الصحي الشامل بات يستوجب إستعمال قوة القانون لردع كل المخالفين, مؤكدا أن على الجميع تحمل مسؤولياته.

وأوضح أن فشل الحجر الصحي الذاتي سيدفع إلى إتخاذ إجراءات ردعية تتمثل في نقل المصابين بكورونا إلى المستشفيات بقوة القانون, متابعا بأن هناك كثافة كبيرة للمصابين بكورونا في المدن الكبرى نظرا لغياب التوازن.

وأكد المكي, الذي كان متأثرا إلى حد البكاء, أن وزارة الصحة ستعمل على التصدي لفيروس كورونا إلى اخر رمق, مؤكدا أن دموعه دموع قوة وليس دموع ضعف.

وفي سياق متصل, كشف المكي أن الفيروس يبقى على الثياب حوالي 12 ساعة, ويبقى على الطاولات حوالي 4 أيام و5 أيام على الأوراق , و5 أيام على البلور, و 6 أيام على البلاستيك.

وكان المكي قد نشر, مساء أمس الإثنين, تدوينة على صفحته الرسمية على "فايسبوك" حذر فيها من أن استمرار الإستهتار بالحجر الصحي الشامل سيكلف البلاد غاليا.

وقال المكي: "الكلمة أمانة وكما قلت لكم سابقا إننا وضعنا قدما في الطريق الصحيح’ فيجب أن أقول لكم الآن إننا بدأنا نخسر ما بنيناه بسبب انفلات الحجر الصحي العام من قبل فئة من الناس وبسبب تمنع من ثبت لديهم الإصابة بكورونا عن الذهاب إلى المستشفيات و مراكز الإقامة وبسبب عدم تعاونهم و تصريحهم بكل من خالطوهم وهو ما يهدد باحتمال انتشار سريع للمرض.. هذه السلوكيات السلبية تهدم كل ما يبنيه المواطنون المتجاوبون مع سياسات الدولة الخاصة بمقاومة كورونا.. حذاري فالإنفلات استهتار بمصلحة البلاد".. أعوان الصحة سيواصلون جهدهم بإخلاص والدولة ستسعى لفرض القانون ولكن لماذا لا يكون الالتزام تلقائيا فيكون رصيدا من السلوك الحضاري, أقنعوهم و عاضدوا جهد الدولة".

وأعلنت الصحة التونسية, أمس الإثنين, تسجيل 22 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد من مجموع 580 تحليلا مخبريا, ليصبح العدد الجملي للمصابين بهذا الفيروس, وذلك بعد التثبت من المعطيات وتحيينها, 596 حالة مؤكدة من بين 7725 تحليل جملي, تتوزع على 22 محافظة.

Zone contenant les pièces jointes