طالبت منظمة الصحة العالمية، أمس، الدول المتضررة من فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» بـ«الاستفاقة» والانخراط في المعركة لمنع تفشيه لأن الأرقام لا تكذب، وقالت مؤكدة تجاوز حالات الإصابة في أنحاء العالم 11 مليوناً، إضافة إلى وفاة أكثر من نصف مليون شخص في سبعة أشهر، إنه حان الوقت فعلاً لأن تنظر الدول إلى الأرقام وعدم تجاهل ما تقوله الأرقام، مشيرة إلى أن الأوان لم يفت أبداً، للإمساك بزمام الأمور.

وأشارت المنظمة إلى أن أميركا والهند والبرازيل بؤر التفشي الجديدة للوباء. وأقرت أن الدول تواجه خيارات صعبة، ولكن يتعين عليها كسر سلاسل العدوى، ويشمل ذلك إقرار تدابير حجر إن لم توجد بدائل. وقالت: «لن يختفي الفيروس بطريقة سحرية، وعلينا الانخراط في المعركة الآن وإيقاف هذا الفيروس الآن».

وقالت كبيرة العلماء في المنظمة سمية سواميناثان، إن حوالي 30 في المئة من بيانات تسلسل الجينوم المأخوذة من عينات الفيروس المسبب للمرض التي جمعتها المنظمة تظهر علامات على حدوث طفرة، ولكن لا يوجد دليل على أن تلك الطفرة تؤدي إلى مرض أشد خطورة، وأضافت على هامش مؤتمر لجمعية الصحفيين التابعة للأمم المتحدة في جنيف: «أعتقد أن الأمر منتشر على نطاق واسع، والمنظمة جمعت حتى الآن 60 ألف عينة من المرض».

وأوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس في مؤتمر صحفي أن المنظمة تتوقع ظهور نتائج أولية في غضون أسبوعين من التجارب السريرية التي تجريها على الأدوية التي قد تكون فعالة في علاج مرضى «كوفيد- 19». ولكن رئيس برنامج الطوارئ في المنظمة مايك رايان، قال إنه ليس من الحكمة التكهن بموعد يصبح فيه لقاح كورونا جاهزاً للتوزيع على نطاق جماهيري. وأضاف أنه في حين قد تظهر فعالية أحد اللقاحات بحلول نهاية العام الحالي، إلا أن السؤال هو متى يمكن إنتاجه بكميات كبيرة.

وكانت المنظمة تحدثت في وقت سابق أن هناك 17 لقاحاً محتملاً للفيروس تخضع حالياً لتجارب سريرية على البشر، مشيرة إلى أن جامعة أكسفورد البريطانية تعمل على تطوير اللقاح الأكثر تقدماً والمرشح للاستخدام. هذا في وقت أعلنت فيه المفوضية الأوروبية الموافقة على استخدام دواء «ريمديسيفير» لعلاج حالات الإصابة الحادة بالفيروس، علماً بأن هذا الدواء الذي تصنعه شركة «جيليد ساينسز» الأميركية كان تم تطويره في الأساس لعلاج فيروس «إيبولا». 

وأظهر أحدث إحصاء أمس أن أكثر من 10.97 مليون شخص أصيبوا بالفيروس على مستوى العالم، كما أن 521673 شخصاً توفوا جراءه. وتم تسجيل إصابات في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019. وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة 128906 حالات وفاة، ومليونين و758871 إصابة. وجاءت البرازيل في المركز الثاني مسجلة 61862 حالة وفاة ومليوناً و495628 إصابة، وروسيا في المركز الثالث مسجلة 9859 حالة وفاة و667883 إصابة.