لا تحمل المعطيات القادمة من ليبيا إشارات على انتهاء الصراع الدائر بغير الحسم العسكري، على الأقل في المنظور من الأيام ومن زاوية نظر المراهنين على القوة. فبعد نحو أسبوعين من بدء اللواء خليفة حفتر ما أسماه عملية كرامة ليبيا، فشلت دعوات الحوار ومبادرة المجلس الأعلى للقضاء، واستعرت المعارك في البؤرة الأساسية بنغازي مخلفة العشرات بين قتيل وجريح، بل إن الصراع دخل مرحلة القصف إذ هاجمت مقاتلات مواقع تابعة لمسلحين متشددين في شرق بنغازي.

وقال حفتر إنه يهدف من خلال العملية العسكرية إلى التخلص مما أسماها المجموعات الموبوءة في بنغازي وطرابلس وإجدابيا ودرنة وسرت ومناطق أخرى على الحدود الجزائرية. وبقدر اتساع جغرافيا المعارك، اتسعت الأطراف المشاركة فيها مع تغير مستمر لولاءات هذه المجموعة أو تلك. ولا تزال الصورة معقدة للوضع الأمني في ليبيا، لكن الخبراء يرون فيه انعكاسا ظاهرا ومباشرا لصراع عميق بين التيارين الإسلامي والليبرالي.