تغرق ليبيا اليوم في حالة سوداوية تحيط بها الفتن المتلاحقة من كل ناحية فبين الإرهاب الداخلي والنزاع الدامي الذي لا ينتهي ها هي تواجه أكبر مشكلة بعد عزم الدول الغربية تنفيذ خططها بالتدخّل العسكري للقضاء على ما يسمّى (داعش).

والأزمة في ليبيا تزداد قتامة يوما تلوى آخر ليس فقط بسبب مستقبلها المجهول لكن أيضا جرّاء الأعلام السوداء لتنظيم داعش الإرهابي التي أضحت ترفع في مواقع عدّة وتتمدّد يوما بعد آخر على خارطة البلاد.

 ومع مواصلة الصراعات التي تشهدها ليبيا الآن في ظلّ تعنّت الأطراف المتناحرة بالموافقة على تشكيل حكومة الوفاق الوطني والتي تمّ التوقيع عليها في 17 ديسمبر الماضي برئاسة فايز السراج بدأت الأجواء تشتعل بين الحكومة الجديدة وباقي الأطراف المعارضة.

دخلت ليبيا في صراعات عقب سقوط معمر القذافي في 2011 لتستغلّ الجماعات الإرهابية حالة الفوضى وتتوغّل في البلاد حيث قام تنظيم (داعش) الدموي باتّخاذ عدّة مدن ليبيا معقلا له.

تأزّم الوضع يوما بعد الآخر يؤشّر على احتمالية التدخّل العسكري في البلاد وقد أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) عن مخطّط عمل مدّته خمس سنوات يهدف إلى تطويق الجماعات الإرهابية في إفريقيا وخاصّة في ليبيا والصومال وهو ما يُشير إلى إمكانية القيام بتدخّل عسكري مباشر في ليبيا في ظلّ تعاظم نفوذ (داعش) الذي أصبح يهدّد أمن واستقرار دول الجوار وبعض الدول الأوروبية.

ووفق الإحصائيات الأمريكية فإن مقاتلي تنظيم (داعش) يقدّرون بحوالي 3500 مقاتل وهو ما يجعل ليبيا تحدّيا حقيقيا بالنّسبة لـ (أفريكوم).

وربط محلّلون سياسيون التدخّل العسكري في ليبيا بفشل الوساطة الأممية في تشكيل حكومة الوفاق الوطني وبعجز قوّات الجيش عن تطويق الجماعات المتطرّفة ودحرها في ظلّ حظر السلاح المفروض عليها.

ويقاتل الجيش الليبي بقيادة اللّواء خليفة حفتر الجماعات الإرهابية التي استطاعت أن تتمدّد في البلاد وكانت طالبت الحكومة المؤقّتة برئاسة عبد اللّه الثني الأمم المتّحدة برفع حظر السلاح عن الجيش حتى يتمكن من دحر الإرهاب والحدّ من الانفلات الأمني الذي أسهم بشكل مباشر في انهيار مؤسّسات الدولة في ليبيا.

وحسب الأرقام التي قدّمتها وزارة الدفاع الأمريكية فإن مقاتلي تنظيم (داعش) يقدرون بحوالي 3500 مقاتل جهادي وهو ما يجعل ليبيا تحدّيا حقيقيا بالنسبة إلى أفريكوم.

أما بالنسبة إلى ليبيا فتتمثّل المهمّة العاجلة للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا في منع (داعش) من الاستحواذ على أراض جديدة في هذا البلد خاصّة مع غياب حكومة مركزية قوية قادرة على إفشال مخططاتها.

ويرى مراقبون أن صعوبة القضاء على المتشددين في ليبيا ترجع إلى عدم وجود حلفاء أقوياء في الداخل الليبي يمكن الاعتماد عليهم من جهة وإلى علاقة الجماعات المتطرّفة بجماعات الإسلام السياسي المدعومة من قوى إقليمية تتهمها الحكومة الليبية المؤقتة بتقديم السلاح والدعم اللوجستي لهذه الجماعات.

من جهتها أكّدت المنسّقة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني دعم الاتحاد لاتّفاق السلام الذي ترعاه الأمم المتّحدة والقاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.

وكانت موجيريني قالت في وقت سابق بعد اجتماعها مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعين فائز السراج إنها عبّرت له عن دعم أوروبا (بالإجماع) للاتّفاق الموقّع الشهر الماضي في المغرب برعاية الأمم المتحدة.

ليبيا اليوم تعجّ بفوضى السلاح والاقتتال ولم يمرّ يوم دون وقوع عمليات اقتتال في الغرب كما في الجنوب والشرق.

فكل شيء في ليبيا خطير وينذر بالانفجار في أيّ لحظة وأوضاع البلاد تدعو إلى الخوف والمستقبل غامض فالصراع في ليبيا يتخذ اليوم أبعادا خطيرة وينذر بتفتيت المنطقة.

ويسعى (داعش) للمزيد من التوغل لتحقيق أغراضه منتهكا حقوق النساء والأطفال بل وكافة الحقوق الإنسانية ويظلّ الوضع الراهن معقّدا مع استمرار التعنت من جانب المعارضين على تشكيل حكومة الوفاق وقد يؤدي إلى سوء الوضع أكثر أيضا هناك احتمالية إلى انقسام ليبيا إلى 4 أو 5 دويلات وفق ما يرى متابعون.