قال الكاتب والإعلامي، رئيس تحرير في مديرية البرامج بالقناة الثانية المغربية الطاهر الطويل، إن شهر رمضان يتطلب من المرء المسلم بذل الجهد ومجاهدة النفس من أجل مضاعفة الحسنات وتطهير الذات من شوائبها والإحساس بالآخرين وتنمية الروح الجماعية.
بوابة إفريقيا الإخبارية التقت الطويل الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات منها: لسان الحال، المسرح الفردي في الوطن العربي، مرايا النفس المهشمة، مقامات ومقالات.
خلال حوارنا مع الطويل تحدث عن ذكرياته الرمضانية وعاداته اليومية في هذا الشهر الفضيل وخصوصية الشهر بالنسبة له.
نص الحوار :
هل علينا شهر رمضان المبارك بخصوصياته ويومياته الخاصة جدا، كيف تعيش هذه اللحظة أو هذا الموسم الديني؟
أعيشه من منطلق الإحساس بخصوصيته الدينية والاجتماعية، مع ما يتطلب ذلك من استعداد روحي ونفسي، باعتبار رمضان الكريم شهرا مقدسا يتطلب من المرء المسلم بذل الجهد ومجاهدة النفس من أجل مضاعفة الحسنات وتطهير الذات من شوائبها والإحساس بالآخرين وتنمية الروح الجماعية.
لشهر رمضان أجندته الخاصة إذ عادة ما يتغير الروتين اليومي للكثيرين، بالنسبة لكم كيف يمر يومك الرمضاني؟
على المستوى الشخصي، ليس هناك تغير كبير على مستوى البرنامج اليومي خلال رمضان، وذلك بالحرص على تحقيق التوازن بين العمل المهني والواجبات الدينية والالتزامات الأسرية. التغير الوحيد الذي يحدث يرتبط بأوقات الليل، إذ تصير ساعات النوم أقل، قبيل وقت السحور. مما يتطلب أحيانا تداركها باقتناص ساعة أو ساعتين للنوم خلال النهار، إما قبل العصر أو قبيل آذان المغرب.
هل يؤثر رمضان على عملك وأنشطتك اليومية؟
رمضان فرصة كبيرة لقراءة كتب تظل متراكمة طيلة السنة، فتكون هناك فرصة للغوص في عوالمها. بالموازاة مع الانشغالات المهنية والشخصية الأخرى.
لكل منا ذكريات مع أيام الصيام الأولى أو الصيام خارج الوطن، ماهي أكثر الذكريات رسوخا في ذهنك بهذا الخصوص؟
أهم ذكرى ظلت لاصقة بذهني، هي قضاء أسبوع من الصيام في قرية إملشيل بقلب جبال الأطلس الكبير، سنة 2009، حيث كنت مكلفا بإنجاز برنامج وثائقي عنها، بمعية فريق تقني من القناة الثانية. فرغم أننا كنا مقيمين في مأوى سياحي يوفر لنا وجبات الإفطار والسحور، فإن سكان تلك المنطقة البسطاء كانوا يصرون على دعوتنا لبيوتهم من أجل مشاركتهم الطعام، غير أننا كنا نعتذر عن عدم تلبية الدعوة بلطف وامتنان، حتى لا نكلف أولئك الناس الكرماء الفضلاء فوق طاقتهم، خاصة وأننا كنا فريقا يتكون من خمسة أفراد. ورغم أن ظروف العمل كانت صعبة، إلا أنها مكنتنا من إنجاز عمل تلفزيوني مشرّف أماط اللثام عن واقع الناس في إملشيل، خارج تلك الصور النمطية التي ارتسمت عن هذه المنطقة وأهاليها، صورة موسم الخطوبة وقصة إيسلي وتيسليت.
رمضان شهر يتميز بالإقبال على القراءة ، ماذا تقرأ في رمضان؟
أعيد قراءة كتاب "رواء مكة" للأديب والمفكر الدكتور حسن أوريد، لما يتضمنه من شحنات روحية قوية ومتعة أدبية بالغة.
كلمة اخيرة؟
رمضان في المغرب يحمل كل سنة عناصر إيجابية، تتمثل في الإقبال المتزايد على المساجد لاسيما من طرف الشباب لأداء التراويح وغيرها من الصلوات المفروضة والنوافل. ونأمل أن يسهم هذا الدفق الإيماني الرائع في تعزيز مقومات السلوك والمعاملات داخل المجتمع المغربي، والتقليص من بعض الممارسات السلبية لدى طائفة من الناس، والتي تؤدي إلى احتكاكات ومشاحنات وتنابز بالكلام النابي.