كشف مازن الشريف الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن “جهاديي تونس” العائدين من سوريا، يُخططون لضربة ”خطيرة وموجعة” داخل الترابي التونسي.

يأتي ذلك في وقت فجّر فيه وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو لغما أمنيا جديدا تناثرت شظاياه في أكثر من اتجاه لارتباطه بهذا الملف الشائك المتعلق بـ”الجهاديين” الذين قاتلوا في سوريا.

وشدد الشريف الذي قدم دراسات قيمة في مجال استشراف المقاربات لمحاربة الإرهاب، في تصريحات لـ”العرب”، على أن الإرهابيين العائدين من سوريا والذين لهم ارتباطات وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم “أنصار الشريعة” الموالي لـ”تنظيم القاعدة”، بصدد التحضير لـ”مخطط كبير وجهنمي في تونس التي يُنظر إليها بمثابة الجيب الأخير الذي يتعين الحفاظ عليه”.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية التي تتابع نشاط هؤلاء المتشددين العائدين من سوريا، “رصدوا خلال الأيام الماضية تحركات بين مدينة درنة الليبية التي تخضع لسيطرة المتشددين، والجنوب الغربي لليبيا للبحث عن جيوب يمكن التسلل منها إلى تونس”.

وحذر في هذا السياق من مغبة تجاهل مثل هذه المعلومات، أو التساهل في التعاطي مع ملف “جهاديي تونس” العائدين من سوريا والذين وصفهم بـ”القنبلة الموقوتة” التي سوف يتجاوز انفجارها دول الجوار، ليشمل العديد من العواصم الغربية، وخاصة الجارة القارة العجوز.

وكانت مصادر أمنية تونسية وليبية أكدت رصدها لعدد هام من التونسيين في معسكرات تدريب بليبيا غير بعيد عن الحدود مع تونس.

ولفتت إلى أن هؤلاء التونسيين “وصلوا إلى ليبيا قادمين من سوريا التي غادروها بعد احتدام الخلافات بين جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”، وبالتالي فإن اختيارهم العودة إلى ليبيا يأتي في سياق تحيّن الفرصة لدخول التراب التونسي.

وترافقت هذه المعلومات مع إعلان وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن بلاده تنظر بكثير من القلق لملف عودة بعض “الجهاديين التونسيين”، وهو ملف بات يؤرق غالبية دول الإقليم، وكذلك أوروبا التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات وقائية اتسمت بالصرامة والشدة.

وقال بن جدو في مداخلة له أمام المجلس التأسيسي التونسي (البرلمان)، إن الأجهزة الأمنية في بلاده تمكنت من منع أكثر من 8 آلاف و750 شابا من السفر إلى سوريا للقتال هناك، كما رصدت عودة نحو 462 شابا إلى تونس بعد أن قاتلوا في سوريا.

ولم يوضح وزير الداخلية التونسي الإجراءات التي اتخذتها بلاده لدرء المخاطر والتهديدات المحتملة لعودة هؤلاء “الجهاديين”، واكتفى بالإشارة إلى أنهم “عادوا بعقلية معينة بعد أن تدربوا هناك مما يُشكل عبئا على السلطات الأمنية والعسكرية”.

وأثارت هذه التصريحات عديد التساؤلات، ونقاط استفهام كبيرة لدى الأوساط السياسية باعتبارها لم تتضمن إشارات حول كيفية تعامل السلطات الأمنية مع هؤلاء “الجهاديين” والاستراتيجية المتوخاة لوقف التهديدات.

 

*نقلا عن العرب اللندنية