أكد عضو مجلس النواب محمد العباني أن الدول الكبرى لم تعد مهتمة بالتدخل المباشر في الشأن الليبي والنزاع حول قضية شرعية الحكومة أو الاصطفاف مع أحد الأطراف كونها باتت تملك خطط قابلة للتنفيذ مهما تغيرت الشخصيات المنفذة لهذه الخطط.
وقال العباني في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية إن الدول الكبرى المتدخلة بالشأن الليبي بهدف رعاية مصالحها واستثماراتها النفطية ونفوذها بمنطقة الشمال الأفريقي، لم تعد مهتمة بالتدخل المباشر في الشأن الليبي والنزاع حول قضية شرعية الحكومة، أو تسارع بالاصطفاف مع أي طرف ضد الآخر ،وذلك كونها باتت بحكم تجربة معايشة الواقع الليبي بكل أشكاله وصراعاته السياسية والمسلحة خلال العقد الماضي تملك خطط قابلة التنفيذ مهما تغيرت الشخصيات المنفذة لهذه الخطط، ولم تعد أي من تلك الدول تكتفي بالاعتماد على طرف سياسي أو جهوي بعينه بل فتحوا قنوات تواصلهم مع الجميع، وبحيث لا يتم الإعلان عن ذلك إلا وقت الضرورة.
وأضاف العباني أن هذه الدول "ومع حدوث أي نزاع أو حتى نشوب صراع لا تجد صعوبة في تنفيذ خططها وتجنب التورط أو توجيه الدعم المباشر والواضح لطرف بعينه، فسحب الثقة من حكومة أو إقالتها وتعيين حكومة ومنحها الثقة، لم يعد مؤثرًا في العلاقات مع الدول، فمصالحهم محمية من القادم الجديد ولن تضيع مع المغادر، بل إن شأن المواطن ومصالحه هي التي تضيع بين الحكومة القائمة والمغادرة، خاصة عندما يتشبث المغادر بالمنصب، ويصر القادم على إستلامه عنوة متمسكًا بشرعية قدومه، والمواطن دائمًا من يدفع الثمن في ظل التكالب على المناصب، وعدم فسح السراق الطريق للشرفاء، وتنحيهم جانبًا، والسؤال الذي عادة ما يطرح نفسه ألم يكتفوا هؤلاء بما غنموا؟ أم أن غياب المحاسبة، قد يشجعهم على إغتنام المزيد؟".
وأردف العباني أن "ما يرشح من أحاديث هنا وهناك، وما نشاهده من تحركات مسلحة وتمترس بين الشرعية المحلية والدولية، يفتح الباب أمام السلطة القضائية والفعاليات السياسية والاجتماعية من قادة سياسيين، وإجتماعيين، وحكماء، وأدباء، ونشطاء، لتفعيل العقل وإبعاد شبح الحرب ودعم السلام والإستقرار ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل الإعتبار بصدق النوايا والعمل الدؤوب الذي يؤدي إلى انقشاع الظلام وانبلاج الفجر.