قال محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي، اليوم الخميس، أن عدم قدرة الاقتصاد التونسي على التدارك، على عكس أغلب بلدان العالم، التّي تمكنت خلال سنة 2021 من تجاوز الانعكاسات الوخيمة للأزمة الصحيّة العالمية، يعود إلى ضعف هيكلي، وفق التقرير السنوي للبنك لسنة 2021.
وأكّد العباسي أنّه من شأن تراكم الصعوبات، لعدّة سنوات، أن يجعل من التعافي أكثر صعوبة، وأيضا، أعلى كلفة. وسيعمل ذلك على تسليط المزيد من الضغوطات على التوازنات المالية.
ورجّح التقرير تواصل تداعيات الجائحة الصحيّة ممّا سيؤدي إلى تحقيق نسب نمو ضعيفة. في الواقع فإنّ نقص الاستثمارات، بمعدل 16بالمائة من إجمالي الناتج الداخلي الخام (مقابل 15.8 بالمائة سنة 2020) يشكل عقبة أمام تحقيق انتعاشة قويّة للنمو وذلك على غرار محدودية الادخار الذي بالكاد تفوق نسبته 9 بالمائة من إجمالي الدخل الوطني المتاح 6.2 بالمائة سنة 2020).
وفيما يتعلق بالمالية العمومية، وبعد سنة 2020 التي شهدت صعوبات بالغة مع تسجيل عجز قياسي قدره 4ر9 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، عرف الوضع سنة 2021 هدوء نسبيا إذ تراجع عجز الميزانية إلى مستوى 5ر7 بالمائة، وذلك بالخصوص بفضل انتعاش المقابيض الجبائية.
وأكّد التقرير بأنّ بقاء هذا المستوى من العجز يظل مثيرا للقلق بالنظر إلى حجم النفقات غير القابلة للتقليص، وفتور النمو بما من شأنه تهديد استدامة المقابيض، وعلاوة على ذلك، فإن تمويل مثل هذا العجز يطرح تحديات حقيقية، علما وأن قائم الدين العمومي قد ارتفع بحوالي 5ر10 مليار دينار، منها قرابة 9 مليار ذات مصدر داخلي مع اللجوء المتزايد للتمويل البنكي.
وفي هذا الصدد، كان حجم تعبئة الموارد الخارجية الضرورية لتغطية النقص على مستوى الادخار الوطني، أقل بشكل ملحوظ من حاجيات التمويل، وفق ما ورد بالتقرير.ويبدو من الصعب تفادي مثل هذا الإشكال في ضوء ارتفاع مخاطر البلاد التونسية، مثلما يعكسه تخفيض ترقيمها السيادي إلى صنف المضاربة من قبل وكالات التصنيف الدولية، بحسب محافظ البنك المركزي التونسي، مروان العبّاسي.